بالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

صندوق معاناة المبدعين !!

 

البسيط المبسط.

  • صندوق دعم المبدعين الذي اختار ان يدافع عن حقوق المبدعين، والذي انشئ على اكتافهم، واعطاهم الشرعية ليدافعوا عن حقوقهم بكافة الطرق، حتى يتم نزعها من فك المسؤولين، هكذا بدأ القائمون على امره بهذا التكليف، إلا أن أكثر ما قام به هذا الصندوق منذ بداية مسيرته وضعه لافتة في أعلى المبنى، نعم لافتة دون معنى، فقد ظل الصندوق يتفرج على الكثير من الحالات التي تحتاج منه إلى وقفة وتدخل ليسهم في صد كل ماهو مغاير في طريق المبدعين، لكن الشئ المؤسف والذي يزيد (المغصة) أن الصندوق أصبح عبئا على ذات المبدعين أكثر من كونه حائط صد يقف بجانبهم، هذا بجانب أن ذات الصندوق يكرس جهوده للآخرين دون المبدعين الذي أنشئ من أجلهم، فهنالك الكثير من الامثلة والشواهد التي تؤكد فشل الصندوق في تقديم أقل دعم لهؤلاء المبدعين وهم في امس الحاجة للدعم والمساندة، والأكثر مرارة ان يكتفي امينه العام بالجلوس ساكنا وراء مكتب فخيم لا يكلف نفسه عناء السعي والحركة لإنقاذ ما يمكن انقاذه حتى قنع اهل الإبداع من خير في الصندوق، وفي وجود هذا الصندوق المحترم، فمن الأمثلة الشاهدة التي تؤكد ما ذهبنا إليه، قصة معاناة الموسيقار الراحل محمدية إذ ذاق الامرين جراء مرضه حتى انتقل إلى الرفيق الاعلى، محمدية ليس وحده الذي أصابه شرر التخاذل الذي يفلح فيه المسؤولون عن الصندوق فهنالك ايضا الفنان الراحل صديق عباس، ويتكرر المشهد بالكربون مع الملحن السني الضوي، وفنان السلام كمال كيلا، والبلبل الصداح النور الجيلاني، والحالات التي تحتاج لدعم كثيرة لا يمكن حصرها، ما قادني لكتابة هذا العمود الحالة التي يعيشها الفنان الإنسان ابراهيم حسين الذي يعاني ويلات المرض لأكثر من خمس سنوات دون ان يتدخل الصندوق او حتى اتحاد الفنانين ليتكفلوا بعلاجه، وفي زيارتي له بمنزله بحي الدوحة بامدرمان وقفت على حالته الصحية التي يشفق لها العدو قبل الصديق، يا الله!! كل هذه الفترة وإبراهيم يقف لوحده في محنته ولم تحرك تلك الجهات ساكنا، حتى تدخلت رابطة ابناء كسلا وتكفلت بسفره لتلقي العلاج بالسعودية، ولكن لم يستطع ان يمكث بها طويلا حتى لا يكلفهم مزيدا من الاموال، تخيلوا معي رجلا يضحي بصحته حتى لا يثقل على الآخرين، اين نجد رجلا مثل هذا؟؟ ورجع للبلاد ليواصل علاجه لكن عدم توافر الامكانات المادية حرمه من ذلك، بعد عودته لم يكلف أهل الصندوق انفسهم للاطمئنان على صحته، دعك من تقديم الدعم له !! الحالة الصحية التي يمر بها ابراهيم حسين، تتطلب وقفة من الجميع، لانه ببساطة لم يبخل بفنه على احد، حتى سطر اسمه باحرف من نور في خارطة الغناء السوداني حتى اصبح رقما لا يمكن تجاوزه، طوال فترة مرضة لم يجد سوى معاش شهري عبارة عن الف جنيه صدقه له الفريق بكري حسن صالح ولكن هذا المبلغ لا يساوي قيمة العلاج الطبيعي الذي يخضع له لـ(15) يوما دعك من المصروفات الاخرى، طوال سنوات مرضه ما اشتكى لاحد لانه يعلم (ان الشكية لغير الله مذلة) وظل يتعفف ولا يسأل الناس الحافا حتى ظن الجميع انه غني، رغم المعاناة التي يمر بها إلا انه ظل صابرا وكثير الحمد والشكر، أمثال ابراهيم حسين لا يعرفون الإنكسار رغم تقلبات الزمن ومراراته ونحن لا نملك الا ان ندعو لهم.
  • التهرب الذي يمارسه الصندوق يضع سؤالا عريضا للقائمين على امره، أين تذهب الميزانيات التي يتم تخصيصها لدعم المبدعين؟؟ وعلى من يتم صرفها ما دام اهلها لا يستفيدون منها ؟
  • على الجهات المسئولة أن تجيب على هذه الاسئلة وفي حالة عجزها عن ذلك يجب أن تغلق الصندوق بالشمع الاحمر وتسرّح موظفيه ليستفيدوا من الميزانيات المخصصة له في مشروع آخر يعود بالنفع على الفقراء والمساكين، بعد ان اصبح الصندوق لمعاناة المبدعين أكثر من دعمهم. 

ببساطة كدا 

  •  نقول لأهل الصندوق استقيلوا يرحكم الله وافسحوا المجال لمن يهتم بالمبدعين ويدافع عن حقوقهم بطريقة أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى