قام الباحث ريتشارد سبينس بتوثيق جميع الطرق التي يمكن أن تؤثر فيها الأصوات على حاسة تذوقنا للطعام والشراب، فالطعام المقدّم على متن الطائرة لا يكون طعمه جيّداً بسبب كل الضجيج المحيط بك خلال الرحلة.
هنالك علاقة مباشرة بين حاستي التذوق والنظر. فعندما ترى شطيرة شهية فإن لعابك يسيل في فمك. وعند رؤية المأكولات الحامضة تشعر بذلك أيضاً. ولكن ماذا عن الأصوات؟ فكما تم اكتشافه مؤخراً يبدو أن الصوت له تأثير على مذاق طعامك.
“أنا اسمي تشارلز سبينس وأنا اختصاصي في علم النفس وعلم الطبخ المرتبط بالجسد”.
البحث يتكوّن من جزأين.. الجزء الأول:
تشارلز سبينس: “اكتشفنا بأن أنواع الأصوات المختلفة والآلات الموسيقية المختلفة تؤثر على كيفية تذوقنا للأطعمة والمشروبات المختلفة”.
إذاً فإنك عندما تتذوق هذه الحلوى مثلاً يمكنك أن تقول بأنها تشبه نوتة “A”. وهذه المكسرات تشبه نوتة “G”. أما الجزء الثاني من البحث:
تشارلز سبينس: “حاولنا ربط الموسيقى الأفضل بأنواع الطعام المختلفة”.
فكما يمكن الربط بين النبيذ وأنواع الجبنة المختلفة يمكن فعل الأمر ذاته مع الموسيقى، للنبيذ الأحمر يفضل سماع الموسيقى الكلاسيكية ذات النغمات المنخفضة، بينما يمكن سماع معزوفات لموزارت بنغماتها العالية للنبيذ الأبيض.
يطلق سبينس على هذا مصطلح "التتبيل الصوتي”. وفي الوقت الذي يمكن فيه للموسيقى إطلاق الأحاسيس الذوقية يمكنها في الوقت ذاته أن تفسد الطعم.
فالأصوات المرتفعة في المحيط الذي نتناول فيه وجباتنا يمكنها أن تؤثر على مستقبلات المأكولات المالحة والحلوة.. قد تفكر ذلك عندما تتناول الفستق على متن رحلتك الجوية. لكن النكهة الحادة لبعض أنواع الطعام لا تتأثر بهذه الأصوات، مثل الطماطم ولحم البقر والجزر وصلصة الصويا.
تشارلز سبينس: “اكتشفنا بأن العديد من الناس يطلبون عصير الطماطم على متن الرحلات الجوية، لأن النكهة التي تفعّلها هذه الأطعمة بأجسادنا لا تتأثر بأصوات محركات الطائرة”.
إنها معلومة غريبة، وبالتأكيد ستفكرون بالأصوات المحيطة بكم عند تناولكم وجبتكم القادمة.
