اعمدة و أراءبقلم القراء

مسيرة محجوب شريف الانسانيه (2)

كتي:امير احمد السيد

في الحلقه السابقه تحدثنا عن العلاقه الوطيده التي جمعت مابين محجوب شريف وصلاح العالم وكيف اصبح محجوب واحداّ من (اولاد اللبن) كما كان يحلو للحاجه حرم بت العوض تسميتهم

محجوب والحزب الشيوعي

كان للجوء العام الذي عاش فيه محجوب شريف آنذاك بالغ الاثر في تشكيله فكثير من مبادئ الاشتراكيه كانت جزء لا يتجزاء من تربية وتنشيئة محجوب 

ورغماّ عن ان اشواق محجوب كلها كانت تتجه صوب اليسار الا ان  صديقه صلاح العالم كان يتجاهل رغبته في الانضمام للحزب لتقديرات خاصه بصلاح وهو يرى فيه مبدعاّ قادماّ بقوه ولايريد اقحامه في دروب السياسه والتذاماتها  غير ان رغبة محجوب كانت كبيره جداّ ودفعت به للبحث عن طرق اخرى بعيداّ عن صديقه صلاح الى ان تحقق ذلك قبل احداث يوليو ١٩٧١ هو التوقيت الذي حضر فيه محجوب فرحاّ الى صلاح وهو يحمل بطاقة الحزب الشيوعي السوداني

لكن وفي ٢٢ يوليو ١٩٧١ اعتقل محجوب شريف وقد اسهم المناخ العام في سجن كوبر في تشكيله الفكري فكانت اولى قصائده بعنوان (رساله الى ابي) والتي يقول في مطلعها

ياشعباّ يا والداّ احبنا

يا من وهبت قلبنا ثباتك الاصيلا

اليك هذه الرسالة القصيرة الطويله

اليك رغم انف كل بندقيه

وحقد بربريه وكلمة شقيه

اليك الحب والسلام والتحيه

ثم واصل كتاباته من داخل اسوار السجن فكتب اكتوبر والتي تقول في مطلعها 

اكتوبر ديناميتنا

ساعة الصفر ركيذة بيتنا

ثم تم نقله من قسم السرايا ومعه الفنان محمد وردي الى قسم الطوارئ  وهي عباره عن خيام يتم شدها في حوش السجن حينما يمتلئ عن اخره وهناك كتب اهلاّ اهلاّ بالاعياد وذلك بمناسبة عيد الاستقلال ويقول مطلعها

مرحب مرحب يا اجداد 

صدق انحنا برغم جرحنا

اجتذنا المحنه

ونحنا الليله اشد ثبات

شاعر دعم محجوب

ذكر لي دكتور عبد القادر الرفاعي انه التقى محجوب شريف لاول مره في منذل الاستاذ عمر الحسن محمد خير وهو صوفي ذاهد وشاعر مجيد وله عدد من الدواويين الشعريه وكان يعمل موظف ببنك باركليز  وقد كان صديقاّ مقرباّ لطه حسين الكد 

هذا الشاعر الاديب الاريب سعى اليه محجوب وعمر الدوش والتقياها واهتم بهما اهتماماّ كبيراّ ووقف الى جانبهم وعرفهم على مجتمع المثقفين في ابي روف وكان يحب محجوب شريف جداّ لدرجة انه قد قام بتكريمه حينما قام بتدشين ديوانه الخاص باولاد حاج الماحي 

علاقته بالحاجه بتول بت السني

ذكرنا ان محجوب قد التقى دكتور عبدالقادر الرفاعي السياسي والزراعي المعروف في منذل الشاعر المعروف عمر الحسن محمد خير وربطت بينهم علاقة وطيده وعرف عن محجوب حميميته وحبه للناس لذا سرعان ما اصبح جزء اثير من اسرة الرفاعي ولم يكن يفترق عن ابنهم الشئ الذي جعل لتلك العلاقه ان تمتد بكل اسرة الرفاعي

وبتول بت السني شجر الخيري هي والدة دكتور عبدالقادر الرفاعي وهي من النساء اللائي اتيحت لهن فرصة التعليم في ثلاثينات القرن الماضي وماكان يميزها انها لاكثر من ستون عاماّ كانت قد خصصت لنفسها برنامجاّ للاضطلاع الذاتي

وبما ان غالبية اولادها من اليساريين فقد كانت خير عون وسند لهم في كل الانظمه ديمقراطية كانت ام ديكتاتوريه فساعدت اولادها لخوض ذلك الطريق الشاق الوعر

وفي وقت كان قد اعتقل اولادها الثلاثه عبدالقادر وعبدالفتاح وعبدالعزيز ومعهم اصدقائهم ولفترات طويله جداّ ، وقتها كانت الخرطوم تعيش اجواء مؤتمر نسوي اقليمي ابان حكم مايو واثناء تواجد اوفود في فندق مريديان قام نساء الاتحاد النسائي والذي كانت حاجه بتول عضوة فيه ،قاموا بتجهيز لافتات وقمنا بفتحها ورفعها اثناء الجلسه وكانت تحمل شعارات تطالب باطلاق سراح المعتقلين فقامت قوات الامن باعتقالها ووضعت في سجن النساء ضمن النساء اللائي تم اعتقالهن فاطمه احمد ابراهيم وفايزه ابوبكر وفايزه فضل وسميره اسحق واخريات

هذه المرأه العظيمه بت السني كانت من النساء اللائي يضع محجوب لهن مكانة خاصه وقبل وفاتها بساعات كانت بصحبته ومعهم محمد طه القدال وعمر الدوش في ندوه بدار التحالف الديمقراطي بابي روف اثناء احتفالهم بعيد العمال 

ورحلت بتول السني وبعد تشييعها مباشرة كتب الراحل محجوب شريف ورثاها بهذه الابيات 

ام وصديقه

ديمقراطيه بحق وحقيقه

صمدت صمدت حيوا صمودا

تب ما خمدت حيوا بريقا

شمس وغربت قبل دقيقه

اضوت ظلمه وعتمه سحيقه 

وعيها يفلح قلب الصخره

ويبقى       حديقه

بتول السني السودانيه

عرفت انها ضد الكهنه

وبيع الذمه

وانه الولد الصالح 

لابالقدله ولابالعمه

وانه البنت الشرف الباذخ

وعي وهمه

ونواصل الحلقه القادمه من مسيرة محجوب شريف الانسانيه

 

لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى