اعمدة و أراءعزف منفرد-ماجدة حسن

 الموسيقي مظلوم ..

  • في حديث سابق مع الموسيقار د. الفاتح حسين ، ذكر ان (الموسيقيين مظلومين) ، وهذا الظلم جعلهم يفكرون  وقتها في تكوين فرقة السمندل.  لاعطاء الموسيقي حقه وقدره . وتقوم الفكرة على ان الموسيقي يتظلم من الفنان . حيث  ان الموسيقي يرى ان ابداع  الفنان يقوم على عاتقه ومجهوده ومؤلفاته الا ان الفنان هو من يحظى بكل شئ . المال والشهرة وغيرهما . هذا الحديث هو ازمة كل زمان في مجال الغناء والموسيقى بدءا من محاولة البحث عن المفاضلة بين اركان الاغنية (الملحن والشاعر والمغني) ويضاف اليهم  الموسيقي . الا ان  هؤلاء مجتمعون  ينتج عن تلاقح افكارهم اغنية تتناقلها الاوساط . اي هو ابداع بدأ بالقسمة على اربعة، حتى خرج الى الناس من (واحد) ووفقا لذلك هو من يتحمل النجاح او الفشل .
  •  الموسيقي في السودان- العازف-    يأتي تقييمه من تقييم المستمع المحلي للموسيقى البحتة اي بدون مصاحبة الغناء . وهذه القضية التي يطول شرحها يمكن تتبعها بوجود اذاعة ام درمان التي كانت منصة انطلاقة الفنانين والعازفين معا ، الا ان برامج الغناء فيها  لاسيما (حقيبة ) الفن ،هي من اسهمت في (تربية) المستمع على الغناء اكثر من الموسيقى البحتة (المقطوعات) وان لم تخلُ منها برمجة الاذاعة والقنوات حتى الآن . المساحة الممنوحة على قلتها للمقطوعات والمؤلفات  ربما هي تمثل استبيانا مصغرا على ترجيح كفة الغناء على الموسيقى ،وبالتالي ترجيح كفة الفنانين على  الموسيقيين  .وهذا اتجاه قاد العديد من العازفين لمحاولة تغيير هذه الصورة ومن بينهم الفاتح حسين الذي يعمل على تغيير هذه الصورة على مستويين الاول محاولة خلق مستقبل للموسيقى والعزف بمختلف اشكاله  من خلال مركز تعليم الموسيقى للصغار وهي محاولة لخلق ارضية للموسيقى  عبر هؤلاء العازفين الجدد.   المستوى الآخر وهو يقوده بنفسه عبر حفلات موسيقية داخلية وخارجية ، وربما يشاركه في هذا الاتجاه والتفكير العازف وكذلك صاحب  مركز علي الزين لتعليم  الموسيقى الذي يسعى في هذا الاتجاه . تعليم الموسيقى وحفلاتها هو محاولة لاجتراح طريق يحاول الموسيقي – العازف-  ان يقول خلاله هذا انا بدون (كلام) وانا هنا الفنان الوحيد . 
    هو بلا شك طريق صعب لكنه ليس مستحيلا ، خاصة وان كثيرا من عازفي العالم العربي اكسبتهم الموسيقى البحتة شهرة لاتقل عن شهرة الفنانين ، ومن يتجه بالموسيقى عبر الطريق الصحيح لن يعرف الظلم طريقا اليه . الموسيقي او العازف يمكن ان نقول انه (ممكون وصابر) فكثير من  فرق الموسيقى وقدامي العازفين في اوركسترا الاذاعة على سبيل المثال لايجدون عملا بصورة منتظمة تمكنهم من استثمار ذلك في حفلات خاصة بل اصبح حالهم وفقا لحال الفنانين يغني الفنان وهم من خلفه، وان تعذرت الحفلات يلزم بيته ثم اتحاده . الظلم يقاوم عبر العمل والخروج عن الطوق  وفي هذا محاولات جادة للموسيقى البحتة للشب عن الطوق والخروج لوحدها بدون خوف من الرفض او القبول . 
     
  •  
  •  
  •  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى