اعمدة و أراءالرؤي -رؤى الطريفي

(جن) إيمان متوكل…. محبة و سلام

الرؤى -رؤى الطريفي
  في حشد منقطع النظير..شهدت قاعة إتحاد المصارف مساء الاثنين العاشر من الشهر الجاري ميلاد الديوان الورقي الأول للشاعرة الشابة إيمان متوكل  الذي حمل عنوان (دايرة أجن) و هي الاصدارة الثانية فعلياً فالأولى كانت شريط كاسيت مسموع بعنوان (انت الأول)..
        الأمسية كانت أشبه بتظاهرة حب من الطراز الرفيع.. احتشد فيها الشباب و الشابات الشعراء و الكتاب و الفنانين و الإعلاميين جنباً إلى جنب مع محبي الشعر.. احتشد فيها السودان بمختلف أطيافه..و الوانه السياسية و تياراته الدينية و بتباين أعماره و أعراقه في مزيج سودانوي خالص لا يجمعه سوى حب الشعر و حب هذه ال(إيمان متوكل)..
       على منصة القاعة جلس الوطن كاملاً كما قال (زرياب أزهري محمد علي) عبر صفحته على فيسبوك .. ثلاثة جبال شواهق من جبال بلادي.. فاجتمع عثمان بشرى و أزهري محمد علي و محمد طه القدال.. في احتفائية فريدة فحظيت إيمان بثلاثة آباء دفعة واحدة.. محيطين بها بكل الحب و الفخر و الاعتزاز..
        إضاءات (الجنيد) منحتني رؤية كاملة للديوان قبل أن أقرأه (و إن كنت قد قرأت كثيرا من قصائده بالفعل) فكانت رؤية واعية محايدة ثاقبة لناقد حصيف أعطى كل ذي حق حقه..
      بالرغم من ضيق المكان و محاولات اغلاق ابواب الصالة في أوجه المتوافدين عليها و اغلاق أجهزة التكييف.. إلا أن دفء القلوب..و نسيم المحبة الذي كان يغمر المكان أنسى الحضور كل هذه المعاناة و لم تكف أيديهم عن التصفيق بين الحين و الاخر..و لم تمنع انطلاق الاهات من حناجر البعض حين يداعب دواخلهم بيت لأزهري أو للقدال ..
   و اكتملت المتعة بأنامل ذاك الأسمر ذو الوجه الهاديء و بعض الشيب يكسوه كثيراً من الوقار.. و هو يصدح (سيبني منك) لعثمان بشرى ثم اتبعها بأغنية أزهري محمد علي و ختمها ب (أبو السرة) فتى حليوة الوفي..
 و لا أنسى ذالك النحيل في زيه الوطني الأبيض و هو يوغل في كل تفاصيل المكان.. الكاتب المليء بالحب عبدالغني كرم الله و الذي اضفى حضورهوعلى المكان سلاماً يشبهه تماماً..
   أجمل ما في أمسية إيمان.. أنها أعادت الثقة بداخلي أن الورق لم يفقد سحره بعد..و أن الشعر مازال حياً و فاعلاً.. و أنه سيظل دوماً صوت الشعب الأصدق.. حين يمتزج الهم الاصغر بالهم الأكبر فيصبح الحبيب و الوطن وجهان لعملة واحدة.. 
شكراً إيمان.. على نافذة الأمل الجديدة التي فتحتها مرة أخرى.. شكراً على كل هذا الجمال و الحب.. و ألف مبارك لنا و للساحة الشعرية إصدارتك المجيدة..
لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تلغرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى