اعمدة و أراءبالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

ارجاع الساعة.. زيادة(مدماك) احترام الوقت

بالبسيط المبسط -علاء الدين موسى
بمناسبة تغيير الزمن الناس البتعرف الزمن بالضل تشيل من الحيطة مدماك" طرفة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بصور كبيرة، ووجدت رواجاً كبيراً بعد أن قررت الحكومة إرجاع الزمن إلى الخلف ساعة لتتساوى مع العالم في التوقيت العالمي، بعد أن كنا متأخرين عن العالم لأكثر من عقدين في التوقيت والتطور والنمو في كافة المجالات.
القرار الذي اتخذته الدولة لإرجاع الزمن في هذا التوقيت بعد رفع الحصار الاقتصادي الذي استمر لعشرين عاماً جعل كثيرين يتفاءلون برغد العيش بعد معاناة كبيرة مع لقمة العيش التي جعلتهم يبحثون عنها آناء الليل واطراف النهار، قبل أن يصدر الرئيس الأمريكي ترامب قرار رفع الحظر، لتطلق الحكومة بشريات بانصلاح الحال وتأكيدها على اهتمامها بقفة الملاح، ومحاربة الفساد والمفسدين.
ولكن تغيير الوقت وحده لا يقود إلى التغيير الذي ننشده ونحن كشعب سوداني محتاجين للتخلص من خصلتين اصبحتا مرتبطتين بنا ارتباطا وثيقا ولا تفارقانا كالظل تماماً "الكسل، وعدم احترام الوقت" وهاتان الخصلتان، من وجهة نظري أس البلاء ، وهما عنوان للامبالاة التي تهزمنا في هذا الوطن الجريح، وتهزم امانينا الصغيرة والكبيرة كذلك، فالوقت قيمة حضارية لا تقدر بثمن، ويلعب دورا كبيرا في تطور الأمم والشعوب التي عرفت معنى الوقت، وعرفت ان الطريق للأمام يبدأ بمعرفة دورة الحياة هذه، وبرمجة كل المخططات بالعامل الزمني ومنحه الأهمية القصوى عند أداء أية مهمة سواء أكانت رسمية أو خاصة، ولكن "مواعيد السودانيين" علامة مميزة لنا وباتت السمة الغالبة لابناء الشعب، بما فيها الحكومة ومؤسساتها لا تحترم هذا الوقت، اذا عدت إلى أي منشط من المناشط من المستحيل أن يبدأ هذا المنشط في الزمن المحدد له على كافة المستويات، لذلك أن ارادت الحكومة أن تعيد إلى الوقت هيبته عليها أن ترجع (مداميك) التساهل والاستهتار بالزمن وتزيد من سرعة الانتاج والانتاجية لنصل إلى ركب الدول المتقدمة، ونزيل الصورة الذهنية السيئة التي انطبعت عن السودانيين في عدم احترامنا للوقت، واذا لم نستطع احترام الزمن ومعرفة اهميته لن نستطيع ان نواكب التطور الذي يشهده العالم، وسنظل متفرجين هكذا، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ببساطة كده:
ارجاع الزمن ساعة للوراء لا يكفي، نحتاج لمراجعة انفسنا والتعامل مع الوقت باحترام وتقدير وإلا لا فائدة من ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى