اعمدة و أراءبالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

لا تظلموا كابلي!!

بالبسيط المبسط – علاء الدين موسى 
تابعت في الأيام الماضية ردود الأفعال  التي صاحبت خبر حصول  الموسيقار عبد الكريم الكابلي على  الجنسية الأمريكية عقب  ادائه الخميس الماضي للقسم أمام محكمة الكساندريا سيتي، وبموجب ذلك القسم حصل  كابلي على الجنسية الأمريكية.
 وعلى خلفية  هذا الخبر تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورة عبد الكريم الكابلي ممسكا بالعلم الامريكي بعد ان اصبح مواطنا أمريكيا، نسبة  لحصوله  في وقت سابق على تأشيرة خولت له الحصول على (القرين كارد) تكريماً له لما قدم  في مجال الفن والثقافة. 
هذا الخبر اغضب كثيرا من أصحاب الوطنية الزائفة، الذين وجهوا الكثير من الانتقادات له بل وصفه البعض بالخائن لوطنه، والمتنكر لجميل قدمه له وطنه الأم  وصنع منه نجما يشار إليه بالبنان،  ولكن لا يدري هؤلاء  أن الظروف الصحية الحرجة التي يمر بها كابلي، اجبرته على أن  يقدم على هذا، ولم  يجد من يقف معه في تلك الظروف  الحرجة التي تحتاج إلى وقفة جميع أبناء الوطن وليس ابنه فقط،  ولكن التهميش الذي وجده كابلي من كافة الجهات المسئولة من امر الفنون والإبداع جعله يفكر في الحصول على الجنسية الأمريكية حتى يضمن لنفسه العيش في (سترة حال).
كان على منتقدي كابلي أن يضعوا انفسهم مكانه قبل ان يسلوا سيوفهم  ويسلطوها على رقبة هذا المبدع الذي وثق لتراثنا بأجمل الألحان وافنى زهرة شبابه في ذلك،  وكان خير سفير للاغنية السودانية في مختلف انحاء العالم، لذا كان عليهم أن يلقوا باللوم  على الجهات التي ترعى المبدعين في بلادي، والتي  لم تكلف  نفسها بالاتصال به دعك من زيارته   في مقر اقامته بالولايات المتحدة الأمريكية، التي هاجر اليها منذ  سنوات خلت، ليحدث غيابه فراغا عريضا في الساحة الفنية التي تعيش فوضى عارمة بسبب سيطرة انصاف الفنانين عليها- ما ادى الى ابتعاد  رواد الغناء – وتفننوا في تشويه اغانيهم التي ظلت محفورة في وجدان الشعب السوداني تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل، في الوقت الذي يتفرج فيه القائمون على امر الثقافة والفنون على الحال المائل الذي تعيشه الساحة الفنية، حتى اصبحت (لا تسر لا عدوا ولا حبيبا).   
وفي اعتقادي ان الفرصة التي  وجدها  الفنان عبد الكريم الكابلي لو وجدها اي من الفنانين الرواد الذين يعيشون تهميشا لن يتوانوا في الظفر  بها  لضمان  حق الرعاية الصحية عالية المستوى والاهتمام الكبير كرد لجميل قدموه سلفا،  بعد ان تقدم بهم العمر، بعيدا عن حياة الفاقة والعوز، بعد أن  افتقدوا للغة  التطريب وعجزوا عن مجاراة السوق لكي يتحصلوا  على ما يساعدهم على العيش  معززين مكرمين لا يسألون الناس الحافا .
ببساطة كدة: 
لا تظلموا كابلي!!
لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى