اعمدة و أراءبالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

بلد المليون شاعر .. ولكن!!

بالبسيط المبسط – علاء الدين موسى
ظللت أتابع حالة الاندياح الشعري الذي تعيشه الساحة في السنوات الأخيرة، دون أن تكون هنالك جهة تصوب و(تفلتر) الأشعار التي تخرج إلى اذن المستمع، التي أرهقتها هذه النوعية من الشعر، والذي يتشابه إلى حد كبير حتى في طريقة الإلقاء والكلمات.
ظهر هذا النوع من الشعر عند نضال حسن الحاج التي أصبحت مدرسة لمن اتى بعدها، بعد أن حققت شهرة ونجاحا ملحوظا، جعل البعض يتسابق لمحاكاتها حتى استشرت الحالة النضالية بصورة واضحة.
قناعتي ان هذه اللونية من الشعر لا توصل صاحبها للمنافسة عربيا، مثلما فعل بعض الشعراء الذين كانوا ينظمون الشعر باللغة العربية الفصحى، وبفضلهم كانت القصيدة السودانية حاضرة في المحافل العربية بصورة كبيرة قبل ان تتدهور القصيدة كما تدهور الاقتصاد وأصبحنا ندور في فلك المحلية.
هذا ما أعابه أحد الشعراء المشاركين في مهرجان الشعر في نسخته الثانية، الذي نظمه مجلس الشباب العربي والافريقي، وتوجيه انتقاده للشاعرات اللاتي قدمن شعرا باللهجات المحلية، الأمر الذي قاده للاعتراض على هذا النوع من الشعر باعتبار ان هذا النوع من الشعر يعمل على طمس الهوية العربية، ويؤدي إلى اندثارها، وقوله ان اللغة هي من توحد شعوب العالم العربي بعد ان أصابتها الفتنة والشتات، وقال لولا لغة الضاد ما كنا مشاركين اليوم في هذا المحفل المهم، هذا الأمر قابلته بعض الشاعرات السودانيات بعدم الرضا بحجة أن الشاعر قلل من قدرهن خاصة وأنهن يعملن على تأسيس بيت شعر للشاعرات في الأيام المقبلة، وان الشعر باللهجة المحلية اصبح يحقق انتشارا واسعا.
من وجهة نظري أن حديث هذا الشاعر فيه شيء من الحقيقة، و أراد ان يقدم لهن نصيحة لوجه الله، بعد ان رأى ان أمانته تحتم عليه ان يقول الحقيقة ويقدم النصح لهن ويجنب نفسه ردة الفعل التي تصدر من الشاعرات أسوة بباقي الشعراء، هؤلاء الشاعرات جانبهن الصواب، لأن من اللباقة والكياسة ان تخاطب الشخص بما يفهم، لا بما يجهل، لذلك لا يمكن لأكثر من ثماني شاعرات ان يرددن شعرا باللهجة المحلية التي لا يفهمها الكثير ممن حضروا للمشاركة في مهرجان الشعر الفصيح.
على كلٍ من يمتلك موهبة كتابة الشعر عليه أن يقدم اشعارا باللغة العربية الفصحى، والدارجي، حتى نجد من يمثل السودان في المحافل، ويمثلون امتداداً لشعراء حققوا نجاحات باسم السودان في المحافل العربية.
ببساطة كدا:
على الشعراء الشباب ان يكفوا عن كتابة الشعر باللهجة المحلية وأن يكتبوا باللغة الفصحى اذا أرادوا الخروج والانفتاح خارجياً.
لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تلغرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى