أخبار الرئيسية (سلايدر)ريبورتاجلقاء الاسبوع

المخرج السينمائي الطيب مهدي لـ(ريبورتاج):لهذه الأسباب (…) تدهورت السينما في السودان

التطور التكنولوجيا جعل الأجهزة والمعدات (اوت وف ديت)
الإعلام يعلب دور كبير في تدهور السينما

حوار: علاء الدين موسى
المخرج السينمائي الطيب مهدي يعد أحد المخرجين المميزين في مجال العمل السينمائي، ساهم بشكل كبير في انتاج أفلام رفعت اسم السودان عالياً في المحافل الدولية، وحصلت تلك الأفلام على عدد من الجوائز في المهرجانات المختلفة، رغم التدهور الذي تشهده السينما السودانية في السنوات الأخيرة إلا انه ظل يعمل بمجهود خاص بمعاونة بعد المنظمات الأهلية، حتى تستعيد السينما عافيتها وتستفيق من نومها العميق ، وعمل على مساعدة بعض الشباب وحثهم على الدراسة خارج السودان، ويعملون على تأهيل أنفسهم ومن ثم العودة لحمل الراية من بعدهم، (ريبورتاج)، استنطقته في حوار عن السينما السودانية عقب رفع الحصار الاقتصادي المضروب على البلاد لأكثر من عشرين عاماً، وقيام مهرجان السينما الاوربي بالخرطوم في الأيام المقبلة.

*بداية أستاذ الطيب مهدي ما هو الدور الذي تقوم به جماعة الفيلم لعودة السينما لسابق عهدها؟

-جماعة الفيلم السوداني من تأسيسها في ابريل من العام 1989م بمبادرة من سنمائيين مختصين في مختلف ضروب الفن السينمائي وفن الفيديو، كجمعية ثقافية غير ربحية مسجلة لدى مسجل عام الجماعات الثقافية بوزارة الثقافة، من أجل تحقيق أفلام سينمائية طويلة وقصيرة من مختلف الأنواع بمواصفات مهنية عالية، طوال هذه الفترة كانت تعمل على اعادة السينما لمجدها الاول ولكن قلة الامكانيات حالت دون ذلك، وتوقفت الجماعة عن العمل بعد مجيء حكومة الانقاذ وعادت للعمل من جديد مع اتفاقية السلام 2005م، وقامت بإنتاج عدد كبير من الافلام القصيرة بدعم من عدد من الجمعيات مثل جمعية البيئة والاتحاد الاوربي.

*عفواً.. ماهي الأفلام التي قامت بإنتاجها الجماعة؟

– افلام كثيرة كما ذكرت آنفا منها فيلم (ممثلة) من انتاج المخرج الدرامي ابراهيم شداد وفيلم (فنادك) من انتاجي وغيرها من الافلام القصيرة. ولم يقتصر دور الجماعة على انتاج الافلام فقط بل عملت في مجال الثقافة السينمائية والكتابة في الصحف والمجلات ، وعرض افلام متميزة سودانية وعالمية، وشاركت في العديد من المهرجانات وحصلت على عدد من الجوائز.

*ولماذا توقف نشاط الجماعة في الآونة الأخيرة؟ وما خططكم المستقبلية؟

-عمل الجماعة لم يتوقف .. ولكن قلة الامكانيات المادية وراء عكس تلك المناشط للجميع، والإعلام يلعب دورا كبيرا في ذلك لانه لم يعكس المناشط التي تقوم بها الجماعة في مجال السينما ، لذلك عقدنا ورشة وسمنارات لمعرفة الاسباب التي أدت إلى تراجع السينما في البلاد، أما بالنسبة للخطط المستقبيلة فلدينا مبادرة لانتاج مشروع سينمائي سوداني طويل المبادرة الغرض منه انتاج الأفلام بالجهد الاهلي والشعبي.

*ومن أين تمول الجماعة أنشطتها؟

-الجماعة كما ذكرت تعتمد على الجهد الشعبي والاهلي وبعض منظمات المجتمع المدني السودانية والاجنبية، ولكن رغم ذلك التمويل لا يكفى تمويل المشاريع التي نريد انتاجها.

*وأين تقف الدولة من تلك المناشط التي تقوم بها جماعة الفيلم السوداني؟

مع كل أسف الدولة ليس لديها دور وهي غائبة تماماً، ولا تهتم بالسينما والسينمائيين كثيراً .

*ولماذا لم تخاطبوهم بصورة رسمية ؟

-نحن لم توقف عن مخاطبة الدولة وحثها على دعم العمل السينمائي، وسبق وأن قدمنا خطابا لوزارة الثقافة لدعمنا واختاروا بعض اعضاء الجماعة وكونت لجنة سماها وزير الثقافة الطيب حسن بدوي في دورته السابقة (لجنة السينما) وانخرطت في اجتماعين وفي الثالث توقفت، ومن خلال تلك الاجتماعات قدمنا مقترحات بالذات في مجال فتح دور العرض لكنها لم تستجب لتلك المقترحات وانتهى الحديث.

*نفهم من ذلك أن الدولة تتحمل تراجع وتدهور السينما في البلاد؟؟

-بكل تأكيد الدولة والقائمون على امر الثقافة يتحملون جزءا كبيرا من التدهور والانهيار للسينما، لأن من المؤسف جدا ان تكون دولة كاملة بدون سينما، ويعد السودان من الدول القليلة جدا التي لا تحظى بالسينما من حيث الانتاج والمشاهدة وهذا وضع غريب جداً وبائس وغير مفهوم، وهناك دول كثيرة عرفت السينما بعدنا بسنوات طويلة إلا أنها جاءت وسبقتنا في هذا المجال، دولة لديها سينما من العشرينات والثلاثينات وكانت لديها وحدة انتاج متجولة انشأتها الولايات المتحدة الامريكية بالمعونة تعجز عن توفير دور عرض دعك من انتاج الافلام وتمويلها، وظلت تتفرج على تلك المعدات الموجودة دون ان تعمل على تطويرها لتواكب التطور الذي يشهده العالم في مجال السينما.

*وما مصير الأجهزة والمعدات القديمة بعد رفع الحصار عن السودان؟

-الأجهزة والمعدات اصبحت (خارج الحسابات ) بسبب التطور الكبير التكنولوجي الذي شهده العالم ولم يتم لها تحديث منذ سنوات لذلك اصبحت منتهية الصلاحية، لذلك نطمح في دخول رجال الأعمال في مجال صناعة السينما .

*ولماذا لم تعملوا على إصلاحها بالجهد الذاتي بعد أن عجزت الدولة عن ذلك؟

-حاولنا إرجاع السينما لسابق عهدها ولكن قلة الامكانيات المادية حالت دون ذلك، وحتى نحصل على الدعم احتفلنا بمئوية السينما في السودان، في العام الماضي، ودعونا اصحاب دور العرض المنتجين، وسلمنا وزارة الثقافة المخرجات، لكنها ظلت حبيسة ادراج الوزارة ولم تجد استجابة من الوزير والتابعين له، ولكن رغم ذلك لم نتوقف وما زلنا (نعافر).

المشكلة الحقيقة تكمن في عدم وجود دور عرض، خاصة بعد ان تم بيع عدد كبير من تلك الدور، وتجفيف بعضها البعض، هذا جعل السينمائيين كالمتسولين، ولا يعرفون أين يعرضون ما ينتجونه من افلام، ودائما ما يلجأون إلى المراكز الثقافية المحلية والأجنبية لعرض تلك الأفلام.

*هنالك مجموعة من الشباب يحملون هم السينما ويشاركون باسم السودان بالخارج هل قدمت لهم الدعم؟

– بكل تأكيد دربنا عددا كبيرا من الشباب ووجهناهم وشجعنا البعض منهم للدراسة خارج السودان ليساعدوا في ارجاع السينما، وهناك حركة واعدة بعودة السينما ونأمل ان تكلل تلك الجهود بالنجاح.

*وماذا عن أفلامك الشخصية التي قمت بإنتاجها؟

-لدي عدد كبير من الأفلام منها فيلم " الضريح" وهو عبارة عن مشروع تخرج من المعهد العالمي للسينما بالقاهرة ونال بعض الجوائز في مجال السينما التسجيلية او الروائية حيث فاز في مهرجان بتونس، وعرض في مهرجان هوبر هاودنق، ومن ثم انتجت اربعة افلام للأطفال منه فيلم يتحدث عن الأطفال المعوقين، وفيلم "المحطة" فيلم قصير تم عرضه في الاتحاد السوفيتي وكثير من دول العالم، إلى جانب فيلم "عيال المطمورة" شاركت فيه بالتمثيل الاستاذة القديرة آمنة أمين.

*ما آخر أعمالك السينمائية التي أنتجتها مؤخراً؟

– آخر عمل أنتجته فيلم عن مسيرة الشاعر الراحل محمد سالم حميد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى