اعمدة و أراءبالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

(قلوبنا ليكم) “فوبيا” التكريم!!

بالبسيط المُبَسّط -علاء الدين موسى
تكريمات المُجاملة "إن شاء الله يوم شُكرك ما يجي" مقولة نستخدمها بصورة يومية، لأننا شعبٌ لا يشكر الشخص في حياته، إلاّ بعد مُفارقته للفانية، ولحظة الموت تُعد هي اللحظة الوحيدة التي يجد فيها الشخص الثناء والشكر، وحتى وإن كان شخصاً سيئ الخُلُق، عملاً بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (اذكروا محاسن موتاكم).
فهذه سُنة حَسنة، ولكن أن نجامل الأشخاص في حياتهم أكثر من اللازم ونعطيهم قيمة أكثر من حقهم لا يجوز، وهذا ما تفعله مجموعة "قلوبنا ليكم" التي تظهر في كل فترة وأخرى بتقليعة جديدة في تكريم النجوم في مناحي الحياة كافة، ولكن لا أدري كيف يتم الاختيار لهذا التكريم (الوهمي)؟ وما هي اللجنة التي تختار هؤلاء النجوم؟ خَاصّةً وإنّها تختار أكثر من نجم في مجالٍ واحدٍ، وما هي مُواصفات النجم عند تلك المجموعة، أسئلة نطرحها للقائمين على أمرها علنا نجد الإجابة الشافية الكافية حتى نجد لهم العُذر لما يقومون به، ما يدعو للدهشة والاستغرب أنّ هنالك بعض الشّخصيّات التي تمّ اختيارها لتكون ضمن الفئة المُكرّمة بمُناسبة اليوم العالمي للشباب لم تُقدِّم شيئاً لنفسها، دَعك من المُجتمع الذي تعيش فيه، اختيار بعض الشخصيات غير المُؤهّلة، لذلك وَضعَ المجموعة في موقف لا تحسد عليه، أدخلها في حرج كبير وعملت على إخراج نفسها من هذا الحرج واختارت وزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم لتشاركها هذا التكريم حتى تُخفِّف على نفسها النقد (وشيل الحال) الذي تتعرّض له من قبل الكثيرين، ولكن سُوء التنظيم أجّل قيام التكريم في اليوم الأول، جعل الوزارة تغض الطرف عنه، ولكن إصرار "قلوبنا ليكم" على قيامه جعل كثيراً من المُكرّمين يُقاطعونه بعد أن التمسوا عدم الجدية والعشوائية التي تتعامل بها المجموعة، حتى خرجت الاحتفالية بصورة أقل ما تُوصف بأنّها باهتة، لذلك نُطالب القائمين على أمر "قلوبنا ليكم" بمُراجعة عملها ليكفوا أنفسهم شر القيل والقال، لأنّ ما يقومون به يندرج تحت "اللعب" ولا شئ خلافه، هل يُعقل أن تُكرِّم المُنظّمة أكثر من شَخصٍ في مجال واحد وتطلق عليه لقب نجم المُوسم، ولم يترك شَخصاً يعمل في أيٍّ من المجالات إلاّ وكرّمته، لذلك أنا اقترح على تلك المجموعة أن تُنظِّم التكريم لأبناء الشعب السوداني كافة وتعطيه وسام الشجاعة والصبر على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والمُعاناة الطويلة مع السيول والأمطار!! وبرأيي أنّ غَالبية الشعب تستحق هذا التكريم.. وبذلك تكون المجموعة أراحت نفسها وريّحتنا من عبث التكريمات التي أصبحت شغلها الشاغل.. حاجة تكسف والله..!
ببساطة كدا..
على الجهات المسؤولة من التصديقات للمُنظّمات الشبابية والثقافية أنت تعمل على وقف العبث التكريمي الذي يحدث خشية أن يصاب المُجتمع بفُوبيا التّكريمات..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى