اعمدة و أراءبقلم القراء

مسيرة محجوب شريف الإنسانية (3)

 

كتب:أمير احمد السيد
الحلقه السابقه تحدثنا عن التحاق محجوب شريف بالحزب الشيوعي السوداني والذي ذكر لنا د. عبدالقادر الرفاعي انه قد تم بعد احداث يوليو وعلاقته باسرة الرفاعي والحاجه بتول السني والرثائيه التي كتبها في رحيلها
وفي هذه الحلقه نتطرق لعلاقة محجوب شريف بعبد الكريم ميرغني  
عبد الكريم ميرغني 1927/1995 رجل كانت له ادوار مقدره في الحركه الوطنيه وقد نشأ سياسياّ كيف لا وقد كان شقيقه الاكبر عبدالله ميرغني من السياسيين الاوائل وسكرتير حزب الاتحاديين وقد ضم آنذاك من الافذاذ حسن وحسين الكد وابراهيم  يوسف سليمان وخلف الله بابكر والهادي ابوبكر وابراهيم عثمان اسحق وحماد توفيق وهم جماعة الابروفيين وكانوا من ال (fabian) وهي جمعيه في انجلترا من مؤسسيها برنارد شو وجراهام وسيدني ويبز كان مذهبهم الاشتراكيه التطوريه وليس الثوريه وقد انشأوا النقابات للعمال والمزارعين وكانوا يؤمنون بالحريات العامه والتعدديه وتبنى الابروفيين فكرتهم 
وكان عبد الكريم ميرغني ومنذ الخلوه قد بدأ يعمل مع جماعة الابروفيين ومنذ انشاء ملجأ القرش حيث كانوا يبيعون التزاكر ويقومون بتوزيع كتب الفابيان  فنشأ سياسياّ بارع ووطني مخلص ومعلماّ وادارياّ ودبلوماسياّ واقتصادياّ ورجل ثقافه وآداب فضلاّ عن مشاركته الايجابيه في الحركه الوطنيه ومنذ مؤتمر الخريجين مروراّ بفترة استقلال السودان ومابعدها وابان فترة ثورة اكتوبر 1964 وماتلاها من حقب حتى رحيله
التقى محجوب شريف عبدالكريم ميرغني ونشأت العلاقه بينهما في حركة 19 يوليو1971 وضماهم المعتقل والذي كان حافلاّ بالنشاطات والندوات فكان بينهم توافق فكري ومزاجي 
لذا كان عبد الكريم ميرغني يكن محبه خاصه جداّ واعجاب منقطع النظير بمحجوب والذي كان يكن له كل الود والاحترام والتقدير ، وبعد خروجهما من المعتقل كان محجوب يقوم بزيارته يومياّ ويحرص على قضاء اطول فتره معه حيث ان عبد الكريم ميرغني بعد يوليو انقطع تماماّ عن العمل العام وكان منذله عباره عن جلسات فكريه ونقاشات في مختلف دروب الحياه وكان محجوب يتخير المواضيع المهمه من الحركه الوطنيه والهويه السودانيه والفكر السياسي وثقافة المستعمرواثرها على السودان بوضعه العربي الافريقي كما وانه كان يطلع عبد الكريم على قصائده ومحاولاته الشعريه وافكاره وكان عبد الكريم معجب جداّ باهتمام محجوب بالسياق الشعبي في اشعاره وقد كان معجباّ جداّ ويعشق هذا النوع من الاشعار بل وكانت اشعار محجوب تدهشه كثيراّ
لذا نجد ان محجوب شريف قد استفاد كثيراّ من مدرسة عبدالكريم ميرغني في كل مجالات السياسه والفكر والآداب والحكايات الشعبيه والتراثيه ومقاربات عبدالكريم في تجربته كسفير في عدد من الدول وكان رحمه الله يحب رفقة محجوب فكان يصطحبه كثيراّ لذيارة بعض اصدقائه 
ظل محجوب شريف قريباّ من عبدالكريم ميرغني الى ان رحل في العام 1995 فتأثر محجوب كثيراّ برحيله وكتب رثائيته الشهيره يابا مع السلامه ……..
ونواصل

 

 

لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

 
 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى