منوعات

حلول عدة لخشونة الركبة

تعد الركبة من المفاصل الرئيسية في جسم الإنسان، حيث تؤدي العديد من الوظائف المهمة والأنشطة الأكثر حيوية

مثل الوقوف والمشي وصعود وهبوط الدرج، وربما تصاب بخشونة في غضروف الركبة أو لين في العظام مع تقدم

السن أو سوء الاستخدام، وتتعرض الركبة للعديد من التغيرات التي قد تؤدي إلى المزيد من الألم والالتهاب والتورم.

يتكون المفصل – أي مفصل – من علاقة بين عظمتين من عظام جسم الإنسان، فمثلاً مفصل الركبة، يتكون من علاقة بين

عظمتي الفخذ والقصبة. وسطح العظام عند منطقة المفصل، مغطّى بغضاريف ناعمة.

. وهناك نوعان من الغضاريف تغطي سطح المفصل الأول غضاريف لامعة شديدة النعومة، وظيفتها التحرّك بأقل نسبة احتكاك بين العظام.

والثاني غضاريف من نوع آخر يجمع بين الخلايا الغضروفية والألياف، وهذا النوع الآخر من الغضاريف،

وظيفته زيادة استقرار المفصل أثناء الحركة، حيث تعمل الأربطة والعضلات على إنشاء روابط قوية تحافظ على ميكانيكية الحركة للمفصل والعلاقة الثابتة

بين العظام أثناء الحركة، وتسمح بالحركة حول محور مستقر ما يمنع الاحتكاك غير الطبيعي.

وخشونة الركبة مرض ينتج عن تآكل الغضاريف الناعمة التي تغطي سطح المفصل وبالتالي تؤدي إلى نعومة الحركة، حيث يحدث ضعف في تماسك

هذه الغضاريف ما يؤدي إلى تشقق سطحها وتآكلها تدريجياً إلى أن تصبح العظمة خالية من الغضاريف التي تحميها، فيحدث المزيد من الألم.

وتتكون الغضاريف الناعمة المبطِّنة لسطح أيّ مفصل، من خلايا غضروفية يحيط بها من كل جانب الموادُ الأساسية المكوّنة للغضاريف،

مثل الكوندريوتين سلفات، والماء، والألياف البروتينية من نوع كولاجين2 من المواد، وتكون وظيفة الخلايا الغضروفية،

تكوين واستبدال المفقود من هذه المواد الناعمة. ومن المهم أن يكون هناك اتزان بين تركيز هذه المواد ببعضها،

وأيضاً اتزان في كمية الماء الموجودة داخل الغضاريف. وبالتالي فإذا قلَّ الماء عن حد معين أو زاد عن حد معين،

يؤدي هذا إلى تآكل الغضاريف والخشونة لهذا السطح الناعم.

يعد التقدم في العمر من أهم الأسباب وراء خشونة الركبة، وهناك عوامل أخرى تشارك في زيادة نسبة الإصابة مثل العوامل الوراثية والوزن الزائد،

والعادات الخاطئة مثل الجلوس في وضع خاطئ والوقوف لفترات طويلة وعدم ممارسة التمارين الرياضية،

وكذلك إصابات الركبة مثل الالتهابات والكسور وتمزق الأربطة أو الغضاريف، والإجهاد القوي للركبة مثل تكرار صعود و هبوط السلم وممارسة الرياضات

العنيفة والإفراط في تناول اللحوم والبقوليات ما يزيد من نسبة حمض البوليك ما يسبب خشونة الركبة.

وكذلك من أسباب الخشونة تشوه العظام أو اعوجاج نتيجة عيب خلقي أو وراثي أو نتيجة إصابة قديمة أو كسر، وهذه التشوّهات تتسبب في عدم توزيع

الأحمال داخل المفصل بصورة متساوية على كل الأجزاء والخلايا، وبالتالي يصبح الحمل أعلى ومُتركّز في منطقة صغيرة بالمفصل،

ما يؤدي إلى تآكل الغضاريف وبالطبع لمنع حدوث هذا، يجب علاج أي تشوهات بالعظام أو اعوجاج، سواء كان بسبب وراثي أو خلقي، أو نتيجة إصابة.

وهناك خشونة ناتجة عن إصابات الغضاريف أو الأربطة إما نتيجة إصابات الملاعب أو حوادث السير، وينتج عن هذه الإصابات أن يتحول سطح الغضروف الناعم

إلى سطح خشن نتيجة كسر أو إصابة مباشرة، وفي هذه الحالة يجب التدخل جراحياً لإعادة الجزء المنقول من السطح الناعم إلى مكانه، كي نحافظ على نعومة المفصل. ومن ناحية أخرى،

إذا كان هناك قطع بأحد الأربطة بالمفصل، والتي كما عرفنا تكون مسؤولة عن استقرار المفصل أثناء الحركة وتعمل كمحور للحركة،

هذه الأربطة في حالة إصابتها، يجب علاجها إما بالجراحة وإما بالعلاجات الأخرى، حتى نضمن التئام هذه الأربطة وعودتها إلى الحالة الطبيعية.

ويعتبر الألم أول المؤشرات الدالة على الإصابة بخشونة الركبة، يظهر عند المشي أو صعود السلم، مع أو من دون تورمات وأصوات تصدر من المفصل أقرب إلى الاحتكاك،

مع مشكلات عضلية في الأنسجة المحيطة بالمفصل، نتيجة الالتهابات التي تنتج عن الاحتكاك المباشر بين عظام المفصل، مع شعور بتيبس في المفصل بعد الاستيقاظ من النوم، يزول بعد ساعة.

يعتبر الوزن الزائد وضعف العضلات سبب مهم للخشونة، يؤدي إلى التحميل بصورة غير طبيعية على الغضاريف، ويؤثّر في ميكانيكية حركة المفاصل.

وهذا السبب من الأسباب الأكثر انتشاراً في العالم حالياً. ومن ناحية أخرى، الانتظام في ممارسة الرياضة للحفاظ على حالة العضلات تلعب دوراً مهماً في استقرار المفاصل وحركتها بصورة طبيعية.

هناك أمراض تصيب الغضاريف وتعمل على تآكلها، وتكون هذه الأمراض نتيجة عيوب في جهاز المناعة بجسم الإنسان،

ما يتسبب في التهاب مزمن بالمفاصل نتيجة مهاجمة بعض البروتينات في الدم لبعض الخلايا في جسم الإنسان بما فيها المفاصل،

يؤدي الالتهاب المزمن، مع مرور الوقت إلى تآكل بالغضاريف والعظام. وأشهر أمثلة على هذه الأمراض، الروماتويد، والذئبة الحمراء. وظهرت العديد من النصائح التي يمكن اتباعها لمنع تزايد آلام خشونة الركبة ومنها تجنب الوقوف لفترات طويلة وتجنب صعود السلم وهبوطه بشكل متكرر لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على مفصل الركبة ما يزيد من الخشونة.

تجنب ثني مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة سواء بتثبيتها تحت الكرسي أو بالجلوس على كرسي منخفض أو بثنيها أثناء الصلاة خاصة وضع قراءة التشهد،

حيث يجب الجلوس على كرسي، مع تجنب بعض أوضاع الجلوس الخاطئة كوضع القرفصاء أو تربيع الساقين أو الجلوس على الأرض مع ثني الساق إلى أسفل الجسم.

كما ينصح باتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على نسبة قليلة من حمض البوليك،

حيث يساعد كثيراً في علاج التهابات الركبة الناتجة عن تأكل غـــضاريفـــها مع الحفاظ على تدفئة المفصل والبعد عن تيارات الهواء.

وينصح مريض خشونة الركبة باستعمال كمادات ماء دافئ ثلاث مرات يومياً،

لمدة ربع ساعة في المرة الواحدة حيث ينشط ذلك الدورة الدموية في المفصل وبالتالي يقلل الألم كما ينصح بتناول الزنجبيل حيث يعالج التهاب المفاصل ويقلل من المشكلات،

ويعمل زيت بذور الكتان على لين العظام، ويساعد الكرفس في علاج التورم.

ويجب على مريض خشونة الركبة تجنب استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة، حيث إنها تؤدي إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل، وأيضاً حاول تجنب كل ما يؤدي إلى أصوات طقطقة في المفصل ويؤدي المشي إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية العضلات، ولكن يجب أن يتم ذلك من دون إجهاد لمفصل الركبة.

يساعد فقدان الوزن على تخفيض الأحمال على المفصل، لذلك يجب الحد من النشويات و الدهون وتناول المزيد من الفواكه

والخضراوات وممارسة التمارين الرياضية. في الحالات المُبكّرة من خشونة المفاصل، يكون التركيز الأساسي على علاج الأسباب وإيقاف تطور الخشونة،

والسماح للجسم بأن يستردّ عافيته، ويعمل على إعادة تكوين ما تهدم من أنسجة. فإذا كان السبب تشوّهاً في العظام، يتم تقويم هذا الاعوجاج أو التشوه.

وإن كان التهابات نتيجة أمراض الجهاز المناعي، فالتركيز على علاج هذه الالتهابات والأمراض. وإن كان إصابة في أربطة أو غضاريف،

فيتم علاج هذه الإصابة بالمنظار الجراحي. أما إن كان السبب ضعف العضلات وزيادة الوزن، فيكون العلاج بتقوية العضلات بواسطة العلاج الفيزيائي وممارسة الرياضة،

ومعها تقليل الوزن تحت إشراف طبيب متخصص في هذا المجال.

وهناك طرق متعددة لتقليل الوزن يحددها الطبيب المختص حسب حالة كل مريض، ومنها الحمية الغذائية والأدوية والإبر الصينية.

ويمكن استخدام بعض الزيوت العطرية لعلاج خشونة الركبة حيث توجد في الصيدليات المستحضرات التي تتركب من بعض الزيوت العطرية مثل زيت النعناع وزيت الكافور وزيت القرفة

وغيرها من الزيوت التي يمكن استخدامها في تدليك مكان الألم.

بالنسبة للحالات التي لم تستجب لهذا العلاج، يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي.

وهناك عدة أنواع من العلاج الجراحي يتم تحديد النوع المناسب حسب الفحص الطبي، ونتيجة الفحوص من أشعة إكس، وأشعة بالرنين المغناطيسي، حيث إن الأشعة العادية تعطي الطبيب المعالج تقييماً عن العظام والأنسجة المُتكَلِّسة، لكنها لا تظهر فيها الغضاريف أو الأربطة أو العضلات. ولكي يتم تقييم كامل للأربطة والغضاريف والعضلات قبل الجراحة، يتم استعمال أشعة الرنين المغناطيسي لهذا الغرض.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى