اعمدة و أراءبقلم القراء

توثيق لحياة الراحل محجوب شريف: مسيرة الشاعر محجوب شريف (1) الانسانية 

أمير احمد السيد

سبعينات القرن المنصرم كنا اطفالاً نلهو في اذقة حي البوستة بامدرمان ونجري ونلعب عبر نفاجاتها مبين جدتنا الحاجة نفيسة بت هباش وحاجة السرة بت هباش والحاجة حرم بت العوض وحوش الهواريين ولم نكن حينها ندرك لما يدور من حولنا من احداث سياسية وقتها كانت حركة يوليو التصحيحية (انقلاب هاشم العطا) وما صاحبه من اعتقالات واسعة كان نصيب حي البوستة منها كبيراً حيث انه كان شعلة للاستنارة وقطنه عدد كبير من الشباب المستنير

واذكر جيداً وانا صغير بالسن ان صالون العالم بحي البوستة مكاناً اجتمعت فيه اسماء لامعة ومعروفة وكانوا يأتون اليه ليل نهار للمناقشة والحديث حول الهم العام كانوا شباب يعملون بهمه ونشاط كبيرين واضعين الوطن في حدقات العيون انهم جيل اكتوبر.

وفي ذاكرتي الحاجة حرم بت العوض والدة المناضل الجسور صلاح العالم وهي تطلق على اولئك الشباب القابع في صالون منزلهم (اولاد اللبن) والحاجة حرم امرأة كثيراً ما اعتبرتها مناضلة جسورة لا تخاف كيف لا وهي التي قدمت ابنها الوحيد للنضال ورغماً عن انها لم تتلقي حظاً من التعليم الا انها كانت مؤمنة بالفكر اليساري وكانت تعبر عن ذلك بقولتها الشهيرة (الشيوعيين الخشومن ما بتترخي والكفوفن ما بتترشي) تلك المراة الجميلة هي من احتضنت تلك المجموعات وهي التي وصفها شاعر الشعب المتفرد محجوب شريف في خطابه من المعتقل (ست البيت الكائن في قلوب الجميع) نمت علاقة وطيدة جداً وحميمة مابين صلاح العالم ومحجوب شريف وكان ذلك عبر صديق مشترك وهو عابدين احمد علي والذي ربطته علاقة نسب بالراحل المقيم محجوب شريف حيث تزوج خاله السيد نوح محمود من شقيقة عابدين واسرة محجوب كانت حينها قد استأجرت منزلاً بجوار خاله بالعرضة شمال ونشأت تلك العلاقة مابين صلاح ومحجوب ويجلسان في خور العرضة وامتدت تلك العلاقة وتطورت ليصبح محجوب واحداً من (اولاد اللبن) ومن ثم انضم لكوكبة كبيرة ضمت عمر العالم (عم صلاح) وعمر الدوش وعلي عبد القيوم وسليمان هباش ومامون زروق وحافظ مدثر وعبد الوهاب هباش وعبد القادر الرفاعي وخالد حسين الكد وعبد الرحمن هباش وكمال الجزولي وعثمان حامد سليمان واخرون وكان محجوب وقتها شاباً يافعاً تخرج في معهد مريدي للتدريس وعمل معلماً بالثورة الحارة الثانية وظهرت ملامحه منذ سني عمره الأولي فقد امتاز بالبساطة والانفتاح علي المجتمع واحترام الاخرين فنال ومنذ وقت مبكر احترام كل الشعب السوداني بالوان طيفه المختلفة كما انه ومنذ بداياته كان منحازاً لجانب البسطاء والفقراء والمهمشين والمظلومين من ابناء هذا الشعب فكان يؤمن ايماناً قاطعاً انه ليس من اسباب القوة ان تمتلك السلاح او ان تكون قوي البنية بل القوة الحقيقية تكمن في الايمان الراسخ بالقيم والمبادئ وكان يؤمن بان الكلمة اقوي من الرصاصة وتصيب في مقتل ومن صفاته الاستقامة والصراحة والوضوح والجرأة وكان شجاعاً جسوراً لا يخاف في قولة الحق لومة لائم وقال في قصيدته ذائعة الصيت 

من غير الله ما خايف 

ولا شايف هنالك 

من يهد حبل الثبات فيني ويخوفني

فما خجلان ولا نادم 

ولا متوجس الاحساس من القادم

لا طعان ولا لعان

ولا فاحش ولاني بذئ

ولا نسناس 

وما بجرح مشاعر الناس 

نواصل في الحلقة القادمة عن كيف ومتي التحق محجوب شريف بالحزب الشيوعي السوداني ومرحلة انتقاله من البوستة الي الثورة وماذا قال عن الحاجة بتول بت السني.

 

 

لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى