بقلم القراء

ملكة الدار متي تعودين 

بقلم ✒ : #معاوية_عكاشة 

ولدت الأديبة السودانية ملكة الدار محمد عبدالله بمدينة الأبيض بإقليم كردفان الواقع غرب السودان في 18 سبتمبر عام 1920م حيث تلقت تعليمها الأولي في خلوة الشيخ إسماعيل الولي بمدينة الأبيض ثم إلتحقت بكلية المعلمات بأم درمان لمدة سنتين لتعمل بعد تخرجها في عام 1934 بمجال التدريس. تعلمت اللغة الإنجليزية بمجهودها الخاص وذلك بالمراسلة وتبادل تعليم اللغة مع بعض المعلمات الإنجليزيات في السودان آنذاك. وكانت تجيد الكتابة على الآلة الكاتبة، والعزف على البيانو، وبرعت في العزف على الصفارة، وكانت تحب الغناء وتجيد تلحين الأناشيد و أجادت نظم الشعر. 
عملت ملكة الدار معلمة في كثير من مناطق السودان، في كل من كسلا و سنجة و الدلنج ثم في مدرسة أم درمان الوسطى، حتى عينت مفتشة للتعليم في كردفان في عام 1960.
تعد ملكة الدار أول قاصة وروائية سودانية، وكانت عضو مؤسس في جمعية الأبيض الخيرية النسائية، وعضو في الاتحاد النسائي، و ناشطة في مؤسسات وهيئات العمل النسوي، و لها إسهامات ومجهود كبير في حملات التوعية ضد العادات والممارسات السيئة في المجتمع السوداني مثل الخفاض الفرعوني، وأقامت ندوات في كثير من أقاليم السودان للتوعية والتبصير ضد هذه العادات. نشرت الكثير من القصص في الصحف والمجلات المحلية والعربية. كتبت روايتها “الفراغ العريض” في النصف الأول من الخمسينات ولم تطبع الرواية إلا في أوائل السبعينات أخرجها المجلس القومى للآداب والفنون أنذاك ولكنها رحلت قبل أن ترى عملها الأدبى الكبير يطبع في كتاب وقد صورت فيها كاتبتنا الراحلة حياة المرأة السودانية المتعلمة وغير المتعلمة والتحولات التي حدثت في المجتمع السودانى بعد الحرب العالمية الثانية. الفراغ العريض رواية تغوص في المجتمع متناولة مناخ القمع الذكوري علي الأنثي في سياق لوصف تفاصيل البيت السوداني بكافة زواياه وأنهماك المرأة طوال الوقت في الواجبات المنزلية.فهي عبارة عن سيرة ذاتية للكاتبة تسرد كل ما تعرضت له من خلال البطلة منى و ولكن فيسرد يأخذ شكل الحميمية الشديدة و مما جعل البطلة نموذجا للمرأة السودانية. 
من أشهر أعمالها القصصية "حكيم القرية" و "المجنونة" و"متى تعودين" وفي هذه القصص جميعها يظهر إهتمام الكاتبة بأوضاع المرأة السودانية وهمومها المعيشية والعاطفية وخاصة في بيئة ريفية صميمة لاتسمح لها كثيرا التصريح بمشاعرها كإنسان.
فازت قصتها القصيرة {حكيم القرية} بالجائزة الأولى فى مسابقة الإذاعة السودانية للقصة القصيرة سنة 1947م، كما فازت قصتها (متي تعودين) بالجائزة الثانية في مسابقة القصة القصيرة التي نظمها ركن السودان بالقاهرة عام 1968م. توفت في 17نوفمبر عام 1969م في التاسع والأربعبن من عمرها وهي لا زالت تعطي وتقدم وكانت حياتها حافلة بالإنجاز الا رحم الله إحدي نساء بلادي.

صورة نادرة لملكة الدار

لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تلغرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى