اعمدة و أراءعزف منفرد-ماجدة حسن

​الصورة وهيبة المسرح !

عزف منفرد – ماجدة حسن
الوقفات الاحتجاجية في ولاية كسلا وفي العاصمة الخرطوم على بيع مسرح (تاجوج) بكسلا ، أوضحت ومن خلال الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, بؤس الحال المسرحي وبدأ للقارئ للغة الصورة أن الاحتجاج نفسه يتم باستكانة من خلال تعابير الوجوه ومن خلال الأدوات المستخدمة في الوقفة .
فلنسلم جدلاً أن هذه الوقفات جاءت عفوية ومرتجلة كيف نصدر للعالم الغضب على بيع مرفق ثقافي من خلال قطعة (كرتونة) كتب عليها (لا لبيع المسرح)! أو من خلال ورق كراسات عادي .. الصورة الاحتجاجية لم تخدم القضية كما لم يظهر فيها نجوم صف أول من المسرح أصحاب عمق تأثيري على الشارع العام لينفعل معهم بالقضية أو داخل أروقة الدولة ليتدخل ويحسم الأمر لصالحهم . بيع مسرح تاجوج قرب الصورة التي تجعل النظر الى واقع المسرحيين لايخطئ حكمه – وأعني الواقع الحالي- حيث ان المسرح الذي تم تشليعه ودق جرسه كما أفادني القدير مكي سنادة أنه بني من عائدات مسرحية (المنضرة) في بداية السبعينات أي ان المسرح الذي تنوي الولاية بيعه قد قام بجهد المسرحيين وهم أصحابه الحقيقيين الذين دفعوا ثمنه من عملهم وعرقهم ومن محبي فن المسرح الذين تدافعوا لحضور المسرحية .
ربما هذا أقوى المشاهد الذي كان يفترض ان تنبني عليه الوقفات الاحجتاحية وهو التأكيد على أن هذا المسرح بني من جهد المسرحيين أنفسهم وتأسس على أيديهم، وهذا بالضرورة يحرج الولاية والتي كل نصيبها في القصة ان هذا المسرح بني على أرضها . في تقديري وبحسب ما ذكر في بيان ولاية كسلا حول أن المنطقة المحيطة بالمسرح غير ملائمة أو تتم فيها ممارسات في إشارة الى أنه أصبح وكراً ظلامياً، يمكن لولايات اخرى أن تعمم القول وتنطلق منه لتنفيذ أجندتها وربما ولاية الخرطوم نفسها تنفعل مع القول خاصة وأن ثمة مسارح مظلمة ولا تدب فيها الحياة .. لذلك لا يفترض ان يقتصر الاحتجاج على بيع المسرح فقط، وإنما علي الواقع الذي تعيشه مسارح السودان، فبعد أن كان عائد مسرحية واحدة يؤسس لمسرح جديد, نتباكى على حركة مسرحية فشلت في إخراج نجوم لهم كاريزما ويمثلون واجهة المسرح. مسرح تاجوج ان تم بيعه أم لا ستظل المشكلة قائمة في عموم المسرح ..
 فبجانب انه لا يلامس الجمهور هو كذلك لا يستطيع التأثير على المجتمعات وطالما هو لا يستطيع ان يسهم في حل مشاكله بالتالي لن يكون قادرا على حل مشكلة المجتمعات الأخرى .. المسرح يحتاج الى ثورة تصحيحية تعيد له طيوره المهاجرة من فلك الإعلانات وترتيب صفوفه عبرالأجيال فلا يعقل ان تتحدث عن بيع مسرح وعن أزمة حركة مسرحية في ظل غياب تام للمسرحيين الفاعلين .. أعيدوا للمسرح هيبته تطلع الصورة أحلى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى