اعمدة و أراءبقلم القراء

مسيرة محجوب شريف الانسانيه (5)

 

كتب:امير احمد السيد
تحدثنا في الحلقة الماضيه عن علاقة محجوب شريف ببروفيسور علي المك وفي هذه الحلقه نحدثكم عن علاقته بالفارس عمر الدوش كما كان يحلو لمحجوب تسميته
عمر الطيب الدوش المولود رقم ثمانيه لاسرة الحاج الطيب الدوش ولد في العام 1944بمدينة المتمه حي الكروماب او القبه، والقبه التي سمي عليها الحي هي قبة وضريح ومقابر جده وجد اهالي المنطقه الشيخ عوض الكريم ابو كلوه وهو الجد الاكبر لاهالي القبه ،وقد بدأ عمر الدوش ومنذ طفولته الاولى اكثر ذكاءّ من اقرانه فدرس بخلوة جده لامه الشيخ احمد عوض الحبيب ثم التحق بمدرسة المتمه الاوليه وكان نابغه خاصة في مادة اللغه العربيه ثم غادر المتمه الى امدرمان برفقة عمه الاستاذ المربي الحاج محمد الدوش احد رواد التعليم الاهلي ومؤسس مدارس الدوش بأمدرمان وفي مدينة امدرمان التحق بمدرسة حي العرب الوسطى فالاحفاد الثانويه وفي العام1961 تخرج من الثانوي وعمل معلماّ بمدارس عمه الدوش لمادتي اللغه العربيه والانجليزيه وفي العام 1962 التحق بكلية المعلمين الوسطى (بخت الرضا) وتخصص في اللغتين العربيه والانجليزيه وفي هذه الفتره تحديداّ كتب قصيدة (الود) التي تغنى بها الراحل محمد وردي ثم عاد ليواصل مسيرته بمدارس الدوش معلماّ الى ان صار ضابطاّ فمديراّ لها
التحق الراحل ايضاّ بمعهد الموسيقى والمسرح دارساّ في قسم الدراما وحصل فيها على دبلوم المعهد وكان مشروع تخرجه فيها (مسرحية نحن نمشي في جنازة المطر) ثم ابتعث الى تشيكوسلوفاكيا فدرس هناك الادب الافريقي وحصل فيه على درجة الماجستير ثم عاد بكل آماله وطموحاته في العام 1983 ليعمل استاذاّ للدراما بكلية الدراما والموسيقى 
تغنى له عباقرة الفن السوداني منهم محمد وردي الود وبناديها والحزن القديم والفنان حمد الريح الساقيه والفنان كابلي سعاد والراحل مصطفى سيد احمد سحابات الهموم
رحل في العاشر من اكتوبر عام 1998 وقبر بمقابر البكري بامدرمان له الرحمه والمغفره
ذكر لنا في حلقة سابقه الاستاذ صلاح العالم عن علاقته بالراحل المقيم محجوب شريف وانها بدأت في العام 1965 عن طريق صديقه الاستاذ عابدين وكيف ان العلاقه قد تطورت ليصبح بعدها محجوب صديقاّ للمجموعه التي كان من ضمنها الراحل عمر الدوش وليس غريباّ لتلك العلاقه ان تتطور وتصبح من اقوى العلاقات الانسانيه لشعراء خرجوا من نسيج واحد وربط بينهم حبل سري واحد كيف لا وهم اصحاب هم مشترك في بحثهم عن الحريه للانسان والعدل للمجتمع ، كيف لا وكلاهما يقرأ الشعر بطريقه انفعاليه فيها تعبير عن المضامين التي يحويها الشعر ، وذاد من قوة العلاقة بينهما ظروف الصراع مع النظام المايوي ومشاعرهم تجاه قضايا الوطن والشعب السوداني
وقتها كان عمر الدوش قد كتب الساقيه في العام 1968 وقال في احد مقاطعها
الموج بيهدم كل رخوه على الجروف
شد الضراع
والنيل بيقاوم من ذمن كل الظروف
شد الضراع
زي المراكبي مع الشراع
لازم تعرف الظلم جاي من وين عليك
وافتح عينيك
على زهور الغابه والادغال والاطفال 
افتح عينيك
وعلشان يكون الحق اليك 
تقطع بحور تهدم جبال
والحق هو الرجال
والحق في ساحة مجزره
والنصر للفاس والرجال ولسواقي مدوره
نلاحظ ان هناك رؤيه مشتركه للحياه وللقيم العامه اضف الى انهم كانوا على درجه عاليه من الانسجام والتوافق وعاد محجوب ليكتب بنفس القوه والرصانه
حنتقدم حنتقدم
في وش الريح ونتقدم
ونهدم سد ونرفع سد
واشتراكيه لاخر حد
ذكر لي د. عبدالقادر الرفاعي ان العلاقه مابين عمر ومحجوب قد بدأت بالشعر وان محجوب شريف قد كان معجباّ ايما اعجاب باغنية الود التي تغنى بها الراحل محمد وردي وقال محجوب انه قد لاحظ ان عمر الدوش يكتب الشعر الغنائي بصوره جديده كما ذكر د. الرفاعي ان محجوب وعمر التقوا كشعراء كثيراّ للنقاش والتباحث وان ماوثق العلاقة بينهما هو الشعر والمبدأ ويرى ان هناك وشائج محبه كبيره ربطت بينهما وقال ان عمر الدوش بعد عودته من بخت الرضا قد سكن مع محجوب في منذله بالثوره واصبح جزء من اسرة محجوب
والمعروف ان عمر الدوش كان صديقاّ لكثيرين وربطته علاقات بكثير من الناس لكنه كان قريباّ جداّ من المرحوم حافظ مدثر ومحجوب شريف ود. ياسر محمد الفاتح وعبدالقادر الرفاعي
ايضاّ ذكر الاستاذ مامون زروق انه ورغم الاختلاف الواضح في الشخصيه مابين محجوب وعمر الا وانهم كانوا اصحاب فكر واحد  ومبدأ لايحيدان عنه وابداع كبير واكد على ان الشعر قد جمع بينهما فصارت علاقه ملحميه وفكريه وانسانيه عميقه في الرؤيه المشتركه للحياه وللقيم العامه وذكر ايضاّ انه يزكر جيداّ حينما استأجر عمر الدوش منزلاّ بالمورده كان ملتقى فكري وسياسي وفني كانت يجتمع فيه وبصورة يوميه مجموعه منهم محجوب شريف والقاص هاشم محجوب والسفيرعبدالوهاب الصاوي وصلاح العالم وعيسى الحلو والشاعر محجوب عباس والفنان محمد الامين والذي لحن اغنية (عيويناتك) بهذا المنذل
واذكر جيداّ انني قبل اعوام مضت قد قمت بانتاج فيلم وثائقي خاص بالراحل عمر الدوش وتم بثه على قناة النيل الازرق وقد شاهد هذا الفيلم استاذي محجوب شريف فاتصل بي طالباّ مني الاتصال بالاستاذه سعاد محمد الحسن ارملة الدوش وابتيها لرؤيتهم واعتقد انه كان لم يقابلهم لسنوات لظروف مرضه وبالفعل اتصلت بسعاد والتي سريعاّ ما استجابت لدعوته وقابلتني هي وابنتيها وصديقي الصحفي محمد عبدالماجد وذهبنا سوياّ للقاء محجوب كنت اراقبه واراقب السعاده الكبيره التي كان عليها وهو يحتضن ابنتي الدوش ليندا ولميس ويناديهم كعادته ببنات الفارس
هكذا احب محجوب الدوش وكثيراّ ماتسأل عليه رحمة الله لقد رثيت طفله لا اعرفها ترى لماذا لم اقوم برثاء احب احبائي شقيقتي نوال شريف وصديقي سليمان هباش وصديقي عمر الدوش ….حقاّ الاتحتاج هذه الحاله لتشخيص نفسي ؟ وكعادته يضحك ويصمت
وقبل عامين اويزيد كتب احد الكتاب الصحفيين مقالاّ لامعنى له وجد كثيراّ من السخط من الشعب السوداني كبيره وصغيره مفاد المقال ان محجوب لايصلي وان الدوش مدمن فكتبت حينها مقالاّ بصحيفة الاحداث تحت عنوان (انه شاعر الشعب من انت؟) وقال لي الراحل محجوب شريف اكثر ما آلمني ليس ماكتب عني انما ماكتبه هذا الكاتب عن رجل ميت وبين يدي مليك مقتدر وبعدها بشهر تقريبا اتصل بي طالبا مني انا احضر ومعي الصديق الصحفي محمد عبدالماجد فذهبنا اليه بالفعل قرأ علينا قصيدته الجديده والتي كانت ردا على ذلك المقال الكارثي الذي كتبه الطيب مصطفى ويقول مطلع القصيده 
تنبش ميت وحي
سكاكينك تسنها بالكراهيه
ونواصل

لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى