اعمدة و أراءعزف منفرد-ماجدة حسن

الموهبة تحدد الاعلي كعبا

عزف منفرد -ماجدة حسن
ما افة الاخبار الا رواتها ، دائما نبرر بها النقل الغير دقيق للاخبار والمعلومات ، وهذه الحالة تتمثل في اغلب الاحيان في نقل الشخص الحي عن الميت ، وكان هذا من اوائل الدروس التي اشار لي بها الاستاذ ادريس حسن الرئيس الاسبق للراي العام ، حين اخبرته بنيتي في حوار احدي الشخصيات المرجعيه في العمل الفني والاذاعي قال لي وقتها احذري من اي حديث يكون طرفه الاخر غائبا ، كما اني لا اريد واقعه يكون هو الشاهد عليها والطرف الاخر في العالم الاخر ، وختم (افة الاخبار رواتها ) .
تذكرت هذا الحديث وانا اري غضبة المحامي والكاتب اسعد الطيب العباسي الذي ثار علي الشاعر اسحاق الحلنقي لجهة خوضه في حديث طرفه الاخر غائبا وهو الراحلين محمد وردي و سعدالدين ابراهيم حيث كتب العباسي علي صفحته بالفيس بوك : في عموده الموسوم بـ(لو . أن) الذي يكتبه الأستاذ الشاعر اسحق الحلنقي في أخيرة صحيفة آخر لحظة كتب في مبتدره قائلاً: (طلب الفنان الراحل محمد وردي من الشاعر الراحل سعد الدين إبراهيم أن يساعده في استكمال مطلع لأغنية استعصى عليه إكمالها وأضاف يسأله عن المدة التي يمكنه أن يتسلم فيها هذه الأغنية كاملة فأجابه سعد الدين: ربما شهر أو شهرين. فقال له وردي: إذن ليس أمامي إلا الإتصال بحلنقي، فاتصل بي وردي وبعد استماعي إلى مطلع الأغنية تمكنت في أقل من ساعات من قطف برتقالتها فاتصلت بوردي لأبلغه بأن الأغنية جاهزة للتلحين)انتهي حديث الحلنقي. وراي العباسي ان كان بإمكان الأستاذ الحلنقي إثبات الوقائع التي ذكرها في غياب الراحلين وردي وسعد الدين فإن نشرها أمرٌ يجانبه التوفيق ففيه إراقة لحق الزمالة. الي جانب انه استشعر ان الحلنقي يحاول أن يثبت أن شاعريته أعلى كعباً من شاعرية الأستاذ الراحل الشاعر سعد الدين إبراهيم .، الاستاذ عيسي الحلوقطع علي هذه الحيرة في الحكم بانه لايعني ان هناك موهبة تعمل في ظروف اصعب انها الاعلي كعبا ، فلكل موهبه مزاج يرفع من طاقتها الابداعية وهو قد يختلف عن مزاج تلك الموهبة الاخري ، فكلام الحلنقي لايحدد كبر الموهبه وعلو شانها ربما النص المكتوب هو الذي يحدد التفوق. ولعل الواقعة التي نقلها الحلنقي والتي حدثت ابان حياة الراحلين وردي وسعدالدين اكدها الكثيرين من المتداخلين الذين اكدوا انهم سمعوها من الراحل سعدالدين نفسه ، الامر الذي يخرجها عن كونها(فرية ) الي حقيقة الا ان توظيف النقل في هذا الظرف هو الذي جعلها تدخل من باب (افة الاخبار رواتها) اي انها خبر صحيح الا ان النشر غير المستحب (الايحائي) في غياب شريكي الرواية جعلها غير مستحبة .
 هذا القول بالضرورة لاينطبق علي مجمل الحالات فكثير من النقل في المعلومات وجدناه تاريخا مدونا الي ان ثمة نقل كما قال ادريس حسن ياتي علي حساب اخرين لن يستطيعوا ان يردوا او يدافعوا عن انفسهم او يثبتوا صحته من العكس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى