اعمدة و أراءعزف منفرد-ماجدة حسن

الاستراتيجية عبر الفنون

عزف منفرد – ماجدة حسن
يعتبر البعض ان بمجرد دخول الفنون في منشط ما له صلة بالحكومات يؤثر علي مهنيته وابداعه ، لجهة ظن في ان هذا الفن لايحلق بعيدا عن قبضة الحكومه او انه ابداع موجه ان جاز الوصف . نهاية الاسبوع الماضي اقام المجلس الاعلي للتخطيط الاستراتيجي بالتعاون مع وزارة تنمية الموارد البشرية ورشه دعت لها قطاعات الفن بالرياضة لتنويرهم بالمسوده الاولي لكتاب الاستراتيجية لولاية الخرطوم لعام 2030 ، هذه المسوده القابلة للحذف والتعديل وضعت بين يدي المبدعين من اجل انزالها عملا ابداعيا سهل الهضم علي المتلقي ، يعكس الظواهر السالبة ويضع يده علي الحلول . وبلا شك ان البروفسور محمد حسين ابوصالح الاكاديمي الحكيم ، يعي تماما تعقيدات المنهج الاستراتيجي الذي يوجهه نحو طلبته في الجامعات من اجل حصد درجات عليا، والمنهج الذي يوجهه نحو المجتمع من اجل تنميه ورفاهية وسلوك حضاري . بالضرورة ان الاول يتاتي عبر المحاضرات والتحصيل الاكاديمي اما المنهج المجتمع لابد من وسيله نقل تراكميه لها تاثير لاشعوري وعفوي ، اسلوب يشبه التنويم المغنطيسي، وهو امر وضح تاثيره في المسلسلات التركية التي وضح تاثيرها في السلوك والتركيبة السودانية المحافظة .
مايجب قوله ان احد مقعدات الدراما السودانية عدم واقعية الموضوعات المطروحة ، اي انها في كثير من الاحيان لاتعبر عن الشارع السوداني ، وان مشروع الاستراتيجية الذي يتبناه المجلس تحدث بشفافية عن هذه الموضوعات والظواهر السالبة المتفشية في المجتمع السوداني ، اي انه بحسب قول البروف هي مشاكل لايمكن التعامل معها بالتكتيك قصير الاجل ، محددا ، الانحراف الفكري ، المخدرات وسط الشباب ، البطالة ، الدعارة ، ازمات الخريف ، الكوارث وطريقة التعامل معها والكثير من القضايا الاخري التي بحسب قوله تهدر امولا عليها دون ان تختفي ، لذلك جاء التفكير في تغيير هذه الظواهر بطريقة اجتماعية ثقافية عبر الفنون ، والتي اقر رئيس المجلس بسرعة توصيلها للمتلقي اكثر من اي شئ اخر(البقولو في محاضرة في ساعة ونص تقولو الدراما في عشره دقائق).
الامر المهم ، بقدر ماتحتاج ولاية الخرطوم للمبدعين هم كذلك يحتاجون لها ، فهم في قائمة من يعانون شبه بطالة لجهة عدم وجود التمويل لمشاريعهم الفنية ، ولجهة حساسية طرح بعض الامور والتي كانت الدولة تضع حولها خطوط حمراء ، وللمفارقة فان بعض الخطوط الحمراء التي منعت منها الدراما اصبحت مشكلات تأرق الحكومات خاصة وانها تعاملت معها في مراحلها الاولي بمبدأ دفن الرؤؤس في الرمال ، ولايزال ايقاف مسلسل عبدالحكيم الطاهر الذي ناقش التشرد واطفال الشوارع وتعاطي السليسون بعد بث خمس حلقات منه يشكل علامة استفهام . متي يفهم المسئولون ان الدراما لاتصدر الوجه القبيح للبلد بقدرما تدق ناقوس الخطر تجاه قضايا اجتماعية هامة ، الدراما تحديدا تحتاج ان تتحرر من مكبالاتها وخطوطها الحمراء حتي تكون اكثر تاثيرا واكثر فعالية فمشروع الولاية والفنون كانما (وافق شن طبقة)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى