اعمدة و أراءعزف منفرد-ماجدة حسن

الشباب في الماضي!

عزف منفرد -ماجدة حسن
 توهان من المفارقات غير المهضومة, أن عصر الحداثة والإنترنت هذا، الذي جعل أية مادة فنية في متناول اليد وفي أي وقت، قد كان هو نفسه بمثابة قاصمة الظهر الأولى للفنانين, والسبب في ضياع حقوقهم . لأنه أسهم كثيراً في انتشار قرصنة الأغاني والمنتوجات الفنية .
الأمر الذي جعل شركات الإنتاج الفني المشتغلة بالكاسيت, تغادر المجال إلى غير رجعة بعد أن أعلنت إفلاسها. وتكمن المفارقة في أن هذا العصر الحداثوي السريع، الذي يسهل عبره الحصول على المعلومات، لم يحسن المسئولون عن حقوق الفنانين, تطويعه لمصلحتهم والاستفادة منه في التتبع والتقصي ومن ثم فرض السيطرة وملاحقة القراصنة .
هذا الأمر الشائك الذي يدخل فيه القانون ومنفذو القانون، كانت نتيجته دخول بعض أصحاب الحقوق من شعراء وملحنين في مسلسل لا نهاية له من الشكوى والبحث عن تدابير للخروج من المأزق .
خاصة ممن تضرروا من انتهاك الغير لحقوقهم دون وجود أية رقابة أو جهة تحميهم. وللمفارقة أيضاً أن هذه الحماية – من بعضهم – أي أن تظلمهم هذا يأتي من بعضهم البعض -فنانين يتظلمون من فنانين – مع اختلاف الأجيال .
فكثير ما نطالع خلافات بين فنان وآخر بسبب الحقوق ، أو أن فناناً ما منع آخر من ترديد أغنياته لهذه الانتهاكات التي لا تراعي الجهد والحقوق. وكان قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة , قد مثل شعاعاً في العتمة لكثير من المبدعين، بل وإنه أصبح سيفهم الذي يحاربون به المعتدين . لكن ثمة أمراً آخر لم يكن في الحسبان بحسب الشكاوى بان هذا السيف لا يستطيع الوصول الى (خفافيش الظلام). وهم المعتدون الذين يتغنون بأعمالهم في بيوت الأعراس ، الأمر الذي يتطلب آلية لحسم هذا الأمر عبر مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية أو اتحاد الفنانين أو المصنفات الأدبية والفنية، بوصفهم جهات مسؤولة وشريكة في المسؤولية تجاه قضايا المبدعين .
الخلافات على الحقوق سواء كانت مادية او أدبية ، تشير الى أن بعض الفنانين الشباب – جهة الاتهام- لا يملكون أية استراتيجية تجاه مشاريعهم المطروحة ، مما يشير إلى أنها قد تبدأ بالتقليد وتنتهي بالتقليد . وذلك يوضح أن الغرض من الغناء في الأصل ربحي وليس فنياً. فكبار الفنانين قام مشروعهم الفني على من سبقوهم أي انهم قلدوا ورددوا أغنياتهم ثم طرحوا مشروعهم الذي غادروا به مرحلة الاعتماد على الغير، وبما أن الفنانين الجدد لا يستجيبون إلا بالمنع المعلن عبر الصحف أو المحاكم ، أو ان الفنان الشاب محل الاتهام رضي أن يكون مجرد حنجرة مكررة ، يستحق بذلك ان تسد عليه المنافذ بمثل الإجراءات التي يتخذها المجلس ويعممها على الأجهزة الإعلامية ، وعلى ضعفها ودخول الجودية فيها يمكن أن تكون أولى العتبات التي تخلص الفنان من ظلم أخيه الفنان .
 ويمكن ان تكون كذلك بوابة خروج نحو الذات التائهة في الماضي ، فمن يقلد اليوم لابد ان ينتج ليتم تقليده في الغد كما تقول دورة الحياة, وذلك يمكن أن يتحقق عبر القوانين التي تلزم الفنان الشاب بالظهور إعلاميا بإنتاجه الخاص وإلا فالإعلام نفسه شريك مساعد في ظلم كبار الفنانين وتوهان شباب الفنانين في الماضي.
​لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى