أخبار الرئيسية (سلايدر)

عبد الوهاب هلاوي لـ(ريبورتاج) :الثقافة  والفنون تقوم بنفس الدور الذي تقوم به البندقية!!

 ​الدولة تخلت عن دورها تجاه المبدعين !!

لهذه الأسباب (…) الدولة تنظر للمبدعين بأنهم  شوية (صعاليك)!! 

صندوق دعم المبدعين  وهم كبير  !!

 عبد الوهاب هلاوي  اسم تصاحبه رقة المفردة، ونفوذها الى شغاف القلوب.. قصائده مملوءة بالحنين إلى ديار حبه وطفولته كسلا، نقل  تفاصيل الحياة اليومية عبر شاطئ القاش الى الخرطوم، فعرفته مجالس الطرب باغنيات لا تزال في ذاكرة جمهور الغناء عند زيدان ابراهيم وعركي وعبد العظيم حركة وعبد الكريم الكابلي وعقد الجلاد، شخصية مصادمة  في طرحها لقضايا وطنية، انحاز فيها  للشعب وحمل راية الدفاع عنه بالكلمة الجميلة،  ولا يزال .. (ريبورتاج) التقت به في حوار اتسم بالشفافية والوضوح كال فيها الاتهامات للقائمين على امر الثقافة والفنون وحملهم سبب التراجع المرير الذي تمر به. 

حوار : علاء الدين موسى 

بداية أستاذ هلاوي  ما سر  غيابك عن الساحة الفنية مؤخراً؟ 

انا موجود بكثرة على مستوى التلفزيون والإذاعة وفي المجلس القومي للمصنفات،  ولكن وجودي في الآونة الأخيرة بشكل محدود انتجت فيها أكثر من عشر  قصائد  تعامل فيها    الفنان  حسين الصادق،  الهادي الجبل، الطيب مدثر ، عامر الجوهري  مصطفى السني و عصام محمد نور،  عبر أكثر  من عشر  أغنيات، رغم   الضعف في الساحة الفنية نحاول القذف في البركة الساكنة، في ظل تراجع الفنون. 

ولكن كثيرين يرون هلاوي اختفى بريقه وأصبح لا يقدم أعمالا كبيرة؟ 

اعترف بذلك لأن الساحة الفنية الآن لا يوجد بها فنانون كبار، إلا قلة توارت عن الانظار بسبب سيطرة الفنانين الصغار وهذا مبرر كافي لاختفائي،  وأنا اسأل  أين هم الفنانون الكبار والملحنون الكبار وآخر من تعاملت معهم الفنان ابو عركي البخيت، لذلك من الطبيعي أن ينحسر هلاوي  لانحسار الفنانين الكبار. 

وهل أنت راضٍ حتى الآن عن مشروعك الشعري؟

نعم سعيد بانني تناولت عبر رحلة الشعر بعض القصائد الاجتماعية التي تعبِّر عن الحال الاجتماعي في السودان، ولكن الساحة الفنية اصبحت طاردة ولا تحترم المبدعين. 

وماذا عن    الساحة الفنية؟ 

لا يوجد ساحة فنية من اساسو وهنالك ضبابية، ومنذ أكثر من عشرين سنة يوجد  فراغ كبير، وهذا الفراغ يتحمل مسؤوليته  القائمون على أمر الثقافة والفنون في البلاد، ووسائل الإعلام تتحمل مع المسؤولين هذه الأزمة.  

وتعتقد أن تراجع الفنون والثقافة وراءه شخص بعينة؟ 

بكل تأكيد لأن ما يحدث في الساحة الفنية   بفعل فاعل، وهذا واضح من خلال التجاهل للمبدعين في  المجالات كافة.  

وهل تعتقد أن هذا  التجاهل مقصود؟ 

دعني اكون معك واضحا هذا التجاهل مفتوح على كل الاحتمالات،  ولو اهتمت الدولة بالثقافة والفنون كان اراحت نفسها من تعقيدات الحياة وكثير من المشاكل التي ارهقت كاهل الدولة، لان الثقافة والفنون تعد إحدى ممسكات  الوحدة الوطنية وتعمل على رتق النسيج الاجتماعي والثقافة  والفنون تقوم بنفس الدور الذي تقوم به البندقية، ولكن المبدعين في بلادي  يعانون من التهميش ولا يجدون من يقف إلى جانبهم حتى فتك بهم المرض. 

وماهو الدور الذي يقوم به صندوق دعم المبدعين تجاه رعاياه؟ 

 صندوق دعم المبدعين  وهم كبير لان المبدع في ظل وجود هذا الصندوق ظل  يعاني أكثر من وجوده، والدولة تخلت عن دورها تجاه المبدعين وتركت التكريمات تقوم بها شخصيات معينة   تتاجر بهؤلاء المبدعين دون ان يعود بالنفع على المبدع نفسه، لذلك عبر هذا الحوار اطالب المبدعين بمحاربة تلك التكريمات الوهمية.    

في ظل ترقب  الحكومة الجديدة هل تتوقع أن  تكون هنالك وزارة من نصيب أحد المبدعين؟ 

هذا حلم  يراودنا كمبدعين بان توكل مهام  وزارة الثقافة لأحد المبدعين حتى يحس بمعاناة هؤلاء المبدعين،  ولكن هذا مستبعد تماماً لأن الدولة تنظر للمبدعين بانهم   مجرد صعاليك، وانا ارى ذلك خطأ كبيرا   لأن  الفنون ترتب البيت  من الداخل ولا تقل   عن البندقية في اداء رسالتها.

هلاوي متهم بانك  شاعر مصادم خاصة في عدد من الكتابات .. ما تعليقك؟

 انا من انصار المصادمة الحميمة، وعلى كل شخص أن يؤمن بالجرأة، ولكن رغم ذلك  انا لست شاعرا مصادما، ولو كنت كذلك لاختلف ما كتبته للناس، هناك مفردات محددة في حياتي لا استطيع ان اجامل فيها، ولعل المصادمة ارتبطت بالكتابة السياسية. واعترف ان قصائدي المصادمة قليلة وخجولة، لا ترضيني ولا ترضي انسان هذا البلد.

البعض يرى أن كتاباتك يغلب عليها الطابع السياسي.. ما تعليقك؟ 

هنالك خلط بين الوطن والسياسة، وانا لا علاقة لي بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وعلاقتي بها مثل علاقتي بعلم الطيران والطب، ولكن رغم ذلك لا مفر من السياسة، فنحن نعيش ونتنفس ونكتب في السياسة، خذ مثلا قصيدة (حاجة آمنة) وهي من القصائد التي تدور في هذا المعنى وقصائد اخرى، لكن ما يكتبه الشعراء او تم التغني به عبر اغنيات لا يعبر عن كتاباتهم الحقيقية، واتمنى لو اميط اللثام عن بقية قصائدهم، لكنها إرادة المطربين التي لم تستطع التعبير عن كتابات الشاعر السوداني.

وهل دفعت   ثمن (حاجة آمنة)؟ 

لم ادفع ثمن تلك القصيدة وآخرها   ولم يعترض عليها أحد ، وإن افترضت التهميش كمبدع. وهناك مطربون يتخوفون من شئ لا اعلمه. واطالب القائمين على الاجهزة الاعلامية بالانفتاح على المبدعين، على ان ينفض المبدعون عن انفسهم هذه الانكفاءة والخوف اللا مبرر من هواجسهم.

  هل تعتقد ان الشعراء استطاعوا التعبير عن القضايا المهمة في المجتمع السوداني؟

كما ذكرت لك ما قدم لا يعبر عما كتبوه.. فهناك قصائد مدهشة عبَّرت عن انسان هذا البلد لكنها قابعة عند المطربين. واتمنى ان يتسع صدر الصحافة والاعلام والقائمين عليهما في تبني ابداعات المبدعين دون خوف او وجل.

هلاوي دائما ما يشن هجوما   على الإذاعة والتلفزيون دون غيرهما؟ 

لأن تلك الوسائل  أصبحت فيها هرجلة شديدة،  اي حاجة والسلام، والطالح أصبح أكثر من  الصالح. 

وهل تعتقد أن  اجهزة الاعلام   (الاذاعة والتلفزيون) لم تستفد من التطور الموجود فيهما؟ 

نعم .. هذه حقيقة يعرفها القاصي والداني،  واستطيع ان اجزم باننا قد تقدمنا كثيرا في كل ما يرتبط بالإعلام من الناحية التقنية، لكن تراجعنا بنفس القدر من الناحية البرامجية.. وما يقدم من خلال الاجهزة الاعلامية برغم الطفرة لا يتناسب مع هذه المرحلة بأية حال من الاحوال. وانا غير متفائل بواقع اعلامي في ظل فهم محدود للاعلام. 

اذن ماهي  متطلبات الإعلام في المرحلة القادمة؟

أنا افتكر أن السياسة اضرت بواقعنا الاعلامي بشكل عام، وعلينا ان نكون اكثر وعيا بطبيعة المرحلة القادمة، حتى نجمع شتات ما تبقى، وان نكون اكثر شمولا وواقعية وان نفتح للمبدعين الابواب وندرك المعايير الحقيقية.

هذا فيه اتهام للقائمين على أمر الإعلام بالتقصير؟!

المسألة في مجملها مرتبطة ببعضها البعض، واستطيع ان اقول لك ان كثيرا من المشتغلين بالاعلام لا علاقة لهم بفنون العمل الاعلامي.
والمسألة تحتاج الى كثير وضوح وصدق، تساوي وامانة حتى نتلافى سلبيات الماضي، والاعلام يحتاج الى مبدعين حقيقيين، وهو موهبة لا تدرس ولا تورث ولا تمنحها الحكومات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى