اعمدة و أراءكتابات غير ملتزمة-ايهاب محمد

سودانيــــة 24 – (1)


في البدء نهنئ الأخوة في (سودانية 24) بإكمال العام الأول وفتح أبواب العام الثاني، وبجهد كل منسوبي هذ المؤسسة إرتفع سقف العشم لدي السودانيين ببرمجة من شأنها إحداث تغيير في الشارع السوداني تزيد من وعيه الحياتي، وجعلتنا نطمع ونطمح في تغيير واقع الإعلام السوداني الي الأفضل .. ألامنيات الصادقات بمشوار ناجح في هذا الطريق الشاق وبسم الله نبدأ.
عندما أتخذت قرار الكتابة عن القناة كان أول ما تبادر الي ذهني هو موقعها الرسمي علي الانترنت للبحث عن والتأكد من بعض المعلومات، ولكن ما وجدته هو صفحة واحدة تعرض صوراً لبعض المذيعين ومقدمي البرامج بعضهم أنتهي إرتباطه بالقناة، وروابط لصفحات القناة علي مواقع التواصل الإجتماعي وللأمانة وجدت في هذه الصفحات قدر كبير من التنسيق وهي في حالة تحديث دائم ونقل لحركة الأستديو أول بأول مما يعكس وعي القناة بدور ال(سوشيال ميديا) وخدمتها للقناة والمشاهد معاً.
ومع تقديرنا لهذا الجهد إلا أن هناك تساؤل عن سبب أو أسباب عدم وجود أو فلنقل تفعيل الموقع الرسمي للقناة بالشكل المتعارف عليه، فالموجود الآن يمكن تصنيفه كبوابة عبور لصفحات مواقع التواصل الإجتماعي. في كل العالم الآن الموقع الألكتروني لأي جهة هو بمثابة الحضور الالكتروني لها، وأكثر من إعتباره كواجهة إلكترونية لأنه بمثابة هوية المؤسسة والممثل الفعال لها ولرسالتها ورؤيتها وأهدافها وحتي آخر أخبارها بل وينوب عنها إفتراضياً. فالسؤال شبه المكرر هل أُهمل الموقع الرسمي للقناة؟ أم لم تكن هناك خطة لموقع رسمي بالمعني الحرفي؟
منذ أكثر من عام ونيف جاء في الخبر أن هناك مشروع إعلامي قائم علي بنية تحتية متكاملة يؤسس لقناة فضائية، إذاعة (اف ام)، صحيفة الكترونية وخدمة (موبايل تي في) تحت مسمي (سودانية 24)، ولم تظهرغير القناة الفضائية فقط. ربما هناك أسباب او صعوبات لا نعلمها أدت الي تأخير إنطلاق بث الإذاعة مثلا ولكن هناك تصريح منسوب للأستاذ الطاهر حسن التوم في مايو الماضي أفاد فيه بأن الإذاعة ستنطلق في شهر رمضان (الماضي). ولم يتم الإعلان حتي عن تردد بثها ولا عن المناطق التي ستشملها التغطية من أي من منسوبي سودانية 24. وتمتد التساؤلات لتشمل الموقع الإخباري وخدمة (موبايل تي في)، فهل تم الإستغناء عن هذه المشاريع؟ واذا لم يتم الإستغناء عنها فهل ما زالت بنفس التخطيط القديم أم أن هناك تحديثات قد طالتها؟

وأيضاً أعلنت القناة أن البث سينتقل في مطلع العام القادم الي القمر (عرب سات) في خطوة فسرها الكثيرون بأنها لأسباب مالية ولكن وفي ذات التصريح المنسوب للأستاذ الطاهر التوم منقولاً من موقع (النيلين) بتأريخ 10/5/2017 عن صحيفة الصيحة (إن الانتقال نتيجة لاتفاق جماعي بين ثلاث قنوات، وفيما يتعلق بسودانية 24 سيتم انتقال جزئي في شهر مضان على أن تعمل القناة بنظام (إس دي واتش دي) عبر النايل سات والقلف سات ليتم الانتقال الكلي في مطلع ينايرمن العام القادم غير أنه عاد وأكد عدم وجود أزمة مالية بالقناة، مشيراً الى أنهم سيطلقون إذاعة على موجة الإف إم في رمضان، وتساءل الطاهر إذا كان هنالك أزمة مالية تواجه القناة فكيف لها التقدم لإنشاء محطة جديدة)

مع إعترافنا الكامل بجودة البث والصورة وخدمات أخري تفوق فيها (عرب سات) علي نظيره (نايل سات) وبامتياز ولكن لماذا كان القرار بالانتقال بعد أقل من عام؟ وما هي ملابسات هذا الإنتقال والأسباب الحقيقية وراء ه؟ وما هي القنوات الأخري التي إتفقت ولم تعلن إنتقالها؟ وهل سيكون الإنتقال كاملاً وحصرياً الي القمر (عرب سات) أم ستبث القناة علي القمرين اسوة بشقيقتها (النيل الأزرق) مثلا؟ وهل تمت دراسة تأثير هذا الإنتقال علي المشاهد والمُعلن؟ وهل تمت دراسة تجربة قناة النيلين الرياضية؟ وهل جاء هذا القرار لقناعات معينة من الإدارة أم ان ضغوط جعلتها تفكر في الرحيل الي القمر الأعلي جودة والأقل مشاهدة في السودان؟

كمشاهد للقنوات السودانية سُعدت جداً بجودة الصورة وزوايا التصويروإختيار مواقع التصوير في هذه القناة كقيمة مضافة للصورة في القنوات السودانية وكنموذج مطور (بكسر الواو) للصورة وإختيار موقع التصوير وكأن التصوير من مواقع لم ترها الناس في السودان حيث عكست كثير من الجماليات. ولكن وبمرور الايام صار طابع الصورة عاديا وخفت ذلك البريق الجاذب حتي غدت أقرب لبقية القنوات رغم تميزها. وحتي طريقة التصوير التي تفردت بها القناة في البدايات لم تعد مثل الأول، اذكر أن أحد الزملاء كتب في عموده بأن طريقة التصوير الخارجي لهذه القناة تشبه طريقة (ناشيونال جيو غرافي) حتي وإن كان هذا الإفتراض صحيحاً فهو مكسب للقناة في رأيي ولم لا أن تشابه القنوات العالمية في الصورة أو حتي تتفوق عليها، فلا يوجد ما يمنع ذلك والقناة مليئة بالكوادر الشابة والجيدة. مع وجود بعض الكوادر أجنبية في مجالات مختلفة ويفترض فيها الإحترافية ونقل الخبرات للكوادر الوطنية، ما ذكرته آنفا هي ملاحظات مشاهد عادي قد تصيب وقد تُخطئ ولكنها دعوة للمتخصصين للإدلاء برأيهم حتي يكون الحديث من منطلق علمي وليست إفتراضات مشاهدين.

هذه قراءة (جزء أول) تناولنا فيه بعض العموميات بعد عام من بداية مشروع (سودانية 24) كحلم قابل للتحقيق في صناعة الإعلام في السودان وما جعل الأكثرية تكتب عن هذه التجربة في نظري هو الإيمان العميق بفكرة هذا المشروع وجاذبيتها التي بدأت بها المشوار وطرحنا هذه التساؤلات المشروعة ..
نعود بمشيئة الله لنواصل في الجزء الثاني
لمتابعة الاخبار الفنية الثقافية زورو موقعنا الالكتروني صحيفة ريبورتاج:
صفحة الفيسبوك: https://www.facebook.com/reportagesd
تيليجرام: https://telegram.me/reportagesd
مجموعة الفيسبوك: https://www.facebook.com/groups/85632…
تويتر:https://twitter.com/reportagesd1

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى