مشاهير

“بلاك ماس”.. طريق جوني ديب لنيل الأوسكار الأول

يمكن القول باختصار أن جوني ديب هو أقوى عنصر في فيلم "بلاك ماس" (القداس الأسود) بدون منازع، حيث استطاع بأدائه أن يغطي على عيوب وقع فيها مخرج الفيلم سكوت كوبر، الذي كان بمقدوره بما لديه من قصة وضع الفيلم ضمن قائمة أفضل أفلام الجريمة والمافيا على الإطلاق في تاريخ السينما، ولكنه اكتفى بتقديم فيلم أقل كثيرا من أفلام معروفة مثل "الأب الروحي" و"GoodFellas" و"The Departed".

الفيلم، الذي يعتمد على كتاب يحمل نفس الاسم، يتناول قصة حقيقية لصعود أحد أشهر رجال العصابات في أميركا وهو جيمس "وايتي" بوغلر الابن ذو الأصول الأيرلندية وتعاونه لفترة من الفترات مع المباحث الفيدرالية للإطاحة بعصابات المافيا الإيطالية في مدينة بوسطن نظير غض الطرف عن نشاطاته الإجرامية، قبل أن يدخل ضمن قائمة أخطر 10 مطلوبين في أمريكا أثناء فترة هروبه لمدة 16 عاما تقريبا.

واستطاع جوني ديب بقدراته التمثيلية وشكله المختلف أن يضفي متعة متواصلة على الفيلم سواء بنظراته وكلماته الباردة في أغلب الأحيان وانفعالاته الحادة في أحيان أخرى، حيث يتضمن الفيلم 4 أو 5 مشاهد رائعة بالنسبة للممثل الأميركي، الذي لم تلمس يداه جائزة الأوسكار من قبل قط.

تركيز المخرج بشكل كبير على "ديب"، الذي تواجد في جميع مشاهد الفيلم تقريبا، ساهم في جعل بعض الشخصيات في الفيلم تبدو شاحبة وأبرزها الممثل البريطاني بنيدكت كامبرباتش، الذي لعب دور الأخ ويليام بوغلر، السياسي في الحزب الديمقراطي الذي شغل منصب حاكم ولاية ماساشوستس لـ 18 عاما. ولكنه في الفيلم لم يقدم أي إضافة تذكر.

إصرار المخرج على عدم التعمق في التفاصيل والتركيز على الجوانب النفسية للشخصيات الرئيسية في الفيلم أفقده الكثير من الجاذبية، ما يبدو واضحا في شخصية المحقق "جون كونللي"، الذي لعب شخصيته الممثل الأسترالي جويل إغرتون، الذي قد يشعر المشاهد بالحيرة في بعض الدوافع الحقيقية وراء بعض تصرفاته.Johnny_Depp_(July_2009)_1

ووفقا لموقع IMDB فإن المخرج حاول تبرير بعض العيوب في الفيلم بالتأكيد على أنه كان من المفترض أن يكون الفيلم طويلا 3 ساعات أو أكثر، ولكنه اضطر لتقليله إلى ساعتين فقط (122 دقيقة تحديدا).

الفيلم قدم عناصر جمالية مميزة قد تحصل أيضا على بعض ترشيحات الأوسكار، سواء في المكياج بتأثيره البارز على جوني ديب ببياض بشرة أقرب لبياض الجثث وأيضا عيون زرقاء باردة تخبئ الكثير وراءها، كما كان للموسيقى التصويرية إضافتها للفيلم حيث جاءت موفقة بصورة واضحة لمجريات الفيلم.

الطريف أن جوني ديب رفض الفيلم في البداية بسبب الأجر، ولكنه عاد وأبدى اهتماما كبيرا حيث أنه سعى لمقابلة المجرم الحقيقي داخل سجنه ولكن الأخير رفض، ما دفع المخرج للاستعانة ببعض من أصدقائه القدامى ليقدموا يد العون لجوني ديب للتعرف على شخصية بوغلر الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى