تكنولوجيا

6 طرق غيّر بها الفيسبوك عالمنا الحقيقي قبل الرقمي

تقرير أخباري :ريبورتاج

“واحد من كل سبعة أشخاص في جميع أنحاء العالم يستخدمون “فيسبوك” لمدة يوم واحد على الأقل في الأسبوع” هكذا يقول “مارك زوكربيرج” المدير التنفيذي والمؤسس لفيسبوك منذ عشر سنوات، الشبكة الاجتماعية التي حوّلت علاقات الناس وخصوصيتهم، وغيّرت شكل أعمالهم، وسحبت البساط من تحن وسائل الإعلام كالتلفاز والجرائد، وساعدت في الإطاحة بالأنظمة السياسية والحكومات، وحتى أضافت معاني جديدة للمعجم اللغوي وغيّرت فهمنا لبعض الكلمات التي نستخدمها بشكل يومي. ولكن كيف؟ كيف غيّر فيسبوك حياتنا، سواء للأفضل أو للأسوأ؟

 

“عالم أكثر انفتاحا والوصول إلى عالم أفضل. أن يجلب علاقات أقوى مع من تحبهم، اقتصاد أقوى مع المزيد من الفرص، ومجتمع أقوى يعكس كل قيمنا “، هذا ما يريده زوكربيرج في مرحلة ما بعد الإعلان عن أرقام.

1- الفيسبوك غيّر تعريف “الصديق”:

855eb76e-afd0-44f6-bfdd-90991badc64a

كلمة “صديق” في اللغة الإنجليزية أصبحت تُستخدم الآن كفعل، فكلمة to-friend تعني الآن أن تكون صديقاً لفلان من خلال موقع فيسبوك. حتى معنى عبارة “إعجاب Like” و “مشاركة Share” أضاف الفيسبوك لها وزناً جديدا تماما.

 

لكن على اعتبار أن هذه أمور عادية، لكن على عكس واقع حياتنا، فعندما تنتهي علاقة صداقة بين شخصين يكون هذا أمراً مؤلما للغاية على كل منهما، لكن مع فيسبوك صار الأمر أسهل من ذلك بكثير، فبضغطة زر واحدة بإمكانك أن تجتث صديقا من حساباتك. “un-friend” وهي الكلمة التي يوصف بها إنهاء التعارف بينك وبين شخص إذا لم تعد تهتم بالمحتوى الذي يقوم بنشره ويظهر عبر صفحتك الرئيسية Newsfeed

كما أصبح بإمكانك أن تعرف عن تقدُّم زملائك في الدراسة وحصولهم على الشهادات، ومعرفة تطورات مسارهم المهني، وما وصلت إليه حياتهم الاجتماعية من ارتباط وزواج وإنجاب أطفال ونزهات مع العائلة إلى غير ذلك.

ولكن خلافا لواقع الحياة أيضاً، الفيسبوك ليس لديه تسلسل هرمي للصداقات. فالزميل من مشروع الجامعة الذي لم تره منذ 15 عاما، أو الزميل الذي تعرفه من دائرة أصدقائك لكنكما لم تتحدثا معاً وجهاً لوجه من قبل… يعتبر فيسبوك أنهم جميعا أصدقاء لك بنفس الطريقة أو على نفس درجة القرب التي تكون بها شريك حياتك، أو زوجتك، أو أمك!. البروفيسور “روبن دنبار” المشهور ببحث له (يستنتج أن الشخص يمكن أن يكون أقرب إلى 150 فردا ضمن مجموعة اجتماعية واحدة)، يقول: (وهذا لا يعني بالضرورة أننا نراهم -أي أصدقاء الفيسبوك- بنفس الطريقة. لكن نخشى أن يكون من السهل جدا إنهاء العلاقات الحقيقية كما هو من السهل إنها صداقات الفيسبوك. إننا نتعلم ألا نصبر على الناس بعد هذا الزر الذي يفصلنا بسهولة).

2. جعل اهتمامنا بشأن الخصوصية أقل:

7e044412-4718-4eef-a1cb-6b4f1c3c0ffa

 

هناك قول مأثور يقول: “إذا كنت لا تدفع للحصول على الخدمة أو المنتج، تكون أنت المنتج”. الفيسبوك يجسد تلك الفلسفة، وخلق صناعة كاملة بناء على هذا الأمر؛ فأصبح المستخدمون هم المنتج الذي يستفيد فيسبوك من ورائه. الشيء المذهل هو أن المستخدمين يعرفون ذلك وهم يتنازلون عن المعلومات التي يقدمونها للمعلنين مجاناً.

“مركز بيو للأبحاث” في أمريكا وجد أن معظم الشباب على أتم استعداد لتسليم تفاصيل عنهم. 91٪ ينشرون صورا لأنفسهم، و 71٪ يكتبون اسم المدينة أو البلدة التي يعيشون فيها، وأكثر من 61٪، يشاركون عناوين بريدهم الإلكتروني ونحو 50% يشاركون أرقام جوالاتهم، وأكثر من 80% يشاركون قائمة اهتمامهم، مما يسمح للعلامات التجارية بأن تستهدفهم على نحو أكثر فاعلية.

3. خلق الملايين من فرص العمل – (ليست في مكاتب شركة الفيسبوك):

627eb4f0-a56e-45a8-9e51-38a9144c8f2e

الفيسبوك خلق قطاع عمل، بما في ذلك العمالة غير المباشرة، من خلال الأشخاص الذين تتمثل مهمتهم في عمل منصات إعلامية للعلامات التجارية الماركات، والتي سميت مؤخراً باسم “الإعلام الاجتماعي Social Media”. حيث لم يكن هناك وظيفة “مدير مجتمع افتراضي” منذ 10 سنوت؟ هناك المئات من الوكالات التي تعمل على وجه التحديد في مجال وسائل الإعلام الاجتماعي الآن.

 

كما أصبح للمسوقين فهم أكثر لسلوك المستهلكين أو زبائن العلامة التجارية، كما لم يكن لديهم من قبل. البيانات والتحليلات المتاحة لك من خلال فيسبوك لم توفر مثيلتها أبحاث السوق. أنت تعرف من هم عملاؤك، الذين هم أصدقاء معك، وتفهم كيفية التعامل معهم من خلال العلامة التجارية الخاصة بك. والمعلنون يدفعون الكثير لذلك. عائدات الإعلانات كما ذكرها فيسبوك وصلت لنسبة 46٪ أو ما يعادل 3.32 مليار دولار.

هذا يعني أيضاً أن الفيسبوك أصبح حقل ألغام للعلامات التجارية “الماركات”. فجأة، بدلا من مكالمات الشكاوى التي تحدث عادةً عبر الهاتف مع ممثل خدمة العملاء، أو على منتدى مخصص لذلك على موقع الشركة، الآن يمكن للعملاء الغاضبين نشر شكواهم في تعليق على صفحة الشركة، ليراها مئات من أصدقائهم، مما جعل الأمور السلبية للشركات أو غيرها ينتشر بسهولة، فأصبح هناك اهتمام أكثر بعمل مدير المحتوى والمجتمع على الشبكات الاجتماعية.

4. الأحزاب السياسية التي تنشر حملاتها على الفيسبوك تفوز في الغالب

3e528be6-9524-4fe2-8e2c-bf161c7e523e

 

ظهرت الانتخابات العامة في المملكة المتحدة عام 2015 كيف لعب الإعلام الاجتماعي دوراً مهما لصالح كل من الأطراف الرئيسية لها في دعم حملاتهم الانتخابية.

كذلك أول حملة رئاسية تمت من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية في العالم عام 2008 التي فاز بها حزب المحافظين ومرشحه “باراك أوباما”. كان حزب المحافظين استأجر “جيم ميسينا” مدير حملة أوباما عام 2008، والذي عمل مع “ماثيو مكجريجور” وكانا على خط المواجهة للقتال عبر الإنترنت ضد “ميت رومني” في عام 2012 في المرة التالية. لكن الأطراف التي ركزت على الفيسبوك جاءت على رأس القائمة.

الأحزاب السياسية، مثل أي من الماركات الأخرى، كان لديها فرصة جيدة لتفرض نفسها على الواقع من خلال الإعلام الاجتماعي الذي شكّله فيسبوك.

5. أصبح وسيلة للحشد وتنظيم المظاهرات :-

c8550442-ba0d-4210-bfce-057bf0991091

على الرغم من أن الربيع العربي كان يطلق عليه اسم ثورة تويتر، لكن تنظيم المظاهرات والعمل المباشر تم بواسطة ثورة الفيسبوك. وجدت جامعة “مانشستر أولجا” أن فيسبوك كان وسيلة رئيسية لوصول حوالي نصف المتظاهرين إلى الميدان الأوروبي في أوكرانيا.

6. الفيسبوك يصنع أخبارا، ويكسر أخبارا أخرى، ويقرر ما هو الخبر :

bb9071f9-4ef3-4618-a850-15eb1bf7d383

وفقا لمركز “بيو للأبحاث” أن ما يقرب من 71٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 لـ 24 عاما يقولون إن الإنترنت هو المصدر الرئيسي للأخبار لديهم، وحوالي ثُلث مستخدمي الفيسبوك يقومون بنشر أخبار ومقالات ومرئيات حول السياسة والحكومات.

 

معظم الناس سوف تواجه أول قطعة صحفية أو عنصر من الأخبار العاجلة عبر الفيسبوك أو غيرها من وسائل الإعلام الاجتماعية، ومعظم تلك اللقاءات ستكون على الهواتف النقالة. المستخدمون قد لا يغادرون الموقع للحصول على الأخبار. إنهم يعرفون كل شيء من الصفحة الرئيسية.

كذلك تغيرت سبل الصحفيين في كتابة القصص. وفيسبوك هو مورد الكثير من الصحفيين للعثور على مصادر أخبارهم، والاتصال، وجمع المعلومات، حتى قد يجدون أنفسهم فجأة في وسط أكبر قصة إخبارية اليوم، وحيث لا يمكن ان يعيشون الآن دونه.

في عام 2015، بعد أكثر من عشر سنوات مرت على إطلاق الشبكة الاجتماعية الأضخم “فيسبوك، هناك 56٪ من مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 65 وكبار السن لديهم حساب على فيسبوك. ويرتبط 39٪ من الأشخاص الذين لم يلتقيا أبدا في الحقيقة من خلاله. كما قال “ديفيد كيركباتريك”، مؤلف كتاب “تأثير الفيسبوك” “شيئا بحجم فيسبوك الآن يستغرق وقتا طويلا ليختفي. لقد أثبت الفيسبوك قدرته على تحويل الناس 360 درجة، وأنه سيظل يلعب دوراً في حياتهم بشكل كبير، كبير جدا.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى