أخبار الرئيسية (سلايدر)احداثريبورتاج

(الحواتة، والنورس) .. يصدحون بالحب والوفاء لـ(الحوت)

ريبورتاج: رامي محكر
أمسية الخميس العاشر من شهر سبتمبر للعام 2015م، كان ملمح الشارع المؤدي إلى نادي الضباط من شارع المطار وكأنه يستعيد ذكريات سنوات ماضية، بعد أن أعلنت مجموعة (محمود في القلب) عن حفل جماهيري فريدٌ في فكرته، وأدهش كل من لمح الملصقات التي وزعت على جدران الطرقات بالعاصمة الخرطوم في مدنها الثلاث (أمدرمان، والخرطوم، وبحري)، كان فحوى الإعلان يحكي أن تفاصيل الحفل ستكون من خلال عزف لفرقة (النورس) التي شاركت الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بداياته الفنية بل كان ميلادها من أجله.
دعماً للمشاريع الخيرية
لم تكن الدهشة في حفل ستعزف فيه الفرقة فقط أغنيات لـ(الحوت) بل في أن جمهور محمود عبدالعزيز (الحواته) هم من سيتغنون، دون مشاركة لأي فنان آخر في الحفل أو محاولة من الفرقة الموسيقية للتغني بأغنيات محمود عبدالعزيز، وترتفع حواجب الدهشة أكثر في الإعلان لهذه الليلة الفريدة، حينما أعلنت مجموعة (محمود في القلب) أن العائد المادي من الحفل لن يكون من أجل استثمار أو محاولة للتربح من جماهيرية (الحوت) بل من أجل دعم المشاريع الخيرية التي ستقوم بها المجموعة لاحقاً.
(عشان نغني)
عند الساعة السادسة بدأت ملامح الأمسية تبدو أكثر إلفة لكثيرين، فجماهير محمود عبدالعزيز لاحت في الطريق بعضهم جاء يحمل صورا ولافتات لنجمهم ومحبوبهم، وآخرين فضلوا أن تزين صورة (الحوت) أزيائهم، في لوحة أكدت على أن المحبة والوفاء الذي نقشه (الحواتة) في قلوبهم منذ أن كان الراحل يغني بينهم في مسارح العاصمة وولايات السودان المختلفة، وبعد أن أعلنت الساعة السابعة عن نفسها، كان صوت محمود عبدالعزيز حاضرا من خلال تسجيل لأغنياته بثته أجهزة (الساوند) وبدأت أصوات الجماهير الحاضرة تتعالى من الأغنية الأولى التي كانت عنواناً مميزاً يجسد معنى الحفل وهي أغنية (عشان نغني)، توالت بعدها الأغنيات، ولم تكف جماهير (الحوت) عن مواصلة الغناء معلنة عن وفاء غريب ونادر.
الحاجة فائزة و (الحواتة)
لحظة دخول والدة الراحل محمود عبدالعزيز ، الحاجة فائزة ضج المكان بصيحات (الحواتة) وهم يبادلونها الحب بالحب والتحية بأحسن منها، يؤكدون على أنهم أبناءها وليسوا مجرد محبين عاشقين لفن ابنها وفلذة كبدها الذي اختارته يد المنون في السابع عشر من شهر يناير للعام 2013م، وحرصت الحاجة فائزة برفقة ابنها الآخر مأمون عبدالعزيز على الطواف بالجمهور كأنها تريد أن تحيي كل واحد منهم، وكان الجمهور أشد منها رغبة في ذلك إذ سعى العديدون منهم لتحيتها والتقاط الصور معها.
تناغم بين (النورس) وجمهور (الحوت)
وبعد أن تجاوزت عقارب الساعة الثامنة والنصف، بدأ أعضاء فرقة محمود عبدالعزيز (النورس) يعتلون خشبة المسرح واحداً تلو الآخر ويقدمهم عضو الفرقة اسماعيل عبدالجبار، وبالسلام الجمهوري وصوت محمود عبدالعزيز كان الميلاد الأول للحفل الفريد، قبل أن تعزف الفرقة أولى الأغنيات للراحل وهي أغنية (سمحه الصدف)، (النورس) تعزف وتعيد بالجمهور الذكريات والحنين، و(الحواتة) يصدحون بصوت موحد موحد الأغنية في تناغم وتجانس مع عزف الفرقة، توالت بعدها الأغنيات، مثل (بعد الفراق، في ستين، الفات زمان، الوسيم، غلبنا الشوق، عمري)، وبين الفاصل الأول والثاني قدم الموسيقي وعازف الكمان يوسف القديل عزفاً بآلته لأغنية (لهيب الشوق) والتي هي من الحانه رددها معه الجمهور متفاعلا معهم ومتجانسين مع عزفه.
طفل يبكي حبا في محمود عبدالعزيز
صور ومشاهد مختلفة شهدها الحفل، بين بكاء يحكي اشتياقا وحزناً على فراق محمود الذي دام لعامين ونصف تقريباً، وبين حبٍ يجمع بين (الحواتة) وكأنهم إخوة من أب واحد، يتفاعلون مع الأغنيات رقصاً وترديدا، وفي بعض الأحيان صياحاً، فئات مختلفة كانت حضوراً، حتى الأطفال كانوا هنالك، وواحد من الأطفال ظل محمولاً على الأعناق وهو يكبي وعلمت (ريبورتاج) أنه كان لا يغيب عن حفل لمحمود عبدالعزيز، وأن (الحوت) ظل يحمل ويضمه إليه في كل حفل، وقال الطفل أن بكاءه ودموعه كانت حباً لمحمود عبدالعزيز.
ويذكر أن مجموعة (محمود في القلب) و فرقة (النورس) قد أعلنوا خلال الأمسية عن استمرار فكرة الحفل وأنهم سينظمون حفلاً في كل شهر لدعم المشاريع الخيرية التي يقومون بها، في مواصل للمشاريع الإنسانية التي دأب الراحل محمود عبدالعزيز على إقامتها بنفسه في حياته.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى