أخبار الرئيسية (سلايدر)ريبورتاجلقاء الاسبوع

الفنان الجنوبي ملي ملواك لـ(ريبورتاج): الكوماج الموجود في الجنوب أثر على الفنون

مشاركتي في مهرجان وردي الوطن أكدت أهمية التواصل بين الشعوب
حوار: علاء الدين موسى
ملي ملواك راو دينق شاب بقامة أبنوس الجنوب وشموخ نخيل الشمال يتمتع بصوت كعذوبة ماء النيل، جاء مشاركا في ذكرى تأبين وردي الوطن الرابعة، واختار كلمات لها كمون السحر في نفوس الكثيرين، جعلت الحاضرين يذرفون دموع الحسرة ويعضون أصابع الندم على ذهاب جزء عزيز من الوطن، عندما "ردد أبداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا "، وقف له المسرح محيياً ومرحباً بمقدمه الميمون، هذا المشهد نقلته وسائل الإعلام الناقلة لهذا الحدث، لتؤكد ان الفنون تلعب دورا كبيرا في توحيد وجدان الشعوب وتخلق أواصر محبة، بعيدا عن التأثيرات السياسية، وأن الانفصال الذي حدث سياسي ولن يستطيع أن يعمل على فصل قلوب الشعبين العاشقة لفن الراحل وردي ، (ريبورتاج) استغلت فرصة مشاركة مولي في المهرجان توثيقا لمشاركته ورداً لجميل إخوة كانوا بالأمس معنا ونتوق بان يعودوا إلينا غدا بعد ان تشهد بلادهم الأمن وتنعم بالاستقرار .
*بدأية ملي ملواك كيف تنظر لمشاركتك في مهرجان وردي الوطن الرابع؟
المشاركة لها وقع خاص في نفسى خاصة وانني امثل شعب الجنوب المحب والعاشق لفن الراحل محمد وردي، وأنا سعيد بهذه المشاركة .
*ماذا يعني لك الراحل وردي ولشعب الجنوب؟
وردي يعنى لنا الكثير الراحل بقيمة الوطن، ويعد مثل النيل منه المياه العذبة وكذلك ألحانه وأدائه المتفرد الذي اخذ كل الإيقاعات على شريط النيل، حتى اصبح فنان افريقيا الأول، وردي ابونا في الفن، وانا من المحظوظين قابلته خارج حدود الوطن قبل الانفصال في الدوحة، وسعيد ايضاً ان أتغنى في المسرح القومي بأحد أعماله.
*كيف كانت دعوة المشاركة في المهرجان؟
وجدت الدعوة من ابن الرحل محمد وردي الموسيقار عبد الوهاب، الذي اصر على مشاركتي ممثلا لشعب الجنوب، وبالفعل وافقت على المشاركة لأن السودانيين باقون في الوحدة ما بقى شعب البلدين اللذين يشكلان تواصلا مستمرا رغم الانفصال السياسي الذي حدث، والراحلان وردي ومحمود عبد العزيز، ما زالا يعملان على هذا التواصل بين شعبي البلدين رغم انتقالهما للدار الآخرة إلا أن افعالهما تتحدث عنهما ومن هنا نترحم على أرواحهما.
*المقطع الغنائي لوردي "ابداً ما هنت يا سوداننا يوماً علينا" كان مدخلاً لفاصلك الغنائي أثار في نفوس الحاضرين الكثير من المشاعر، لماذا اخترت هذا المدخل بالذات ؟
أردت ان أوصل رسالة مهمة لشعب البلدين بان علاقات وأواصر المحبة مازالت موجودة رغم الانفصال الذي حدث، لأن التواصل الاجتماعي والثقافي باقي ما بقي الانسان، ونأمل أن يتواصل الحب بيننا كشعب وترك السياسة جانبا لانها تفسد العلاقات بين الناس، وأيضاً اردت أن أوكد ان وحدة الشعب باقية وستظل باقية ما حيينا كفنانين من السودان الشمالي والجنوبي، وترديدي لتلك الاغنية يؤكد على ذلك ، وتجاوب الجمهور معى بهذه الطريقة يؤكد أن الانفصال الذي حدثر سياسي ولا علاقة له بشعب الدولتين.
*وكيف تنظر لتجاوب الجمهور معك وأنت تردد ماهنت يا سوداننا يوماً علينا ؟
بصراحة لم أكن اتوقع أن اجد هذا التجاوب من قبل اخواني السودانيين ، وكنت استبعد ذلك تماماً بان يقف الجمهور ويهتف باسمي فهذا شرف كبير، وانا سعيد بذلك، ومشاركتي في المهرجان دليل على ان الفنان الجنوبي محبوب بالشمال رغم ما يروج له البعض بان الجنوبيين لا يحظون بمحبة في الشمال. . (انا متكيف جدا من تلك المشاركة).
*بعد كل هذه السنوات من الانفصال الجغرافي هل مازالت أغنيات الشمال يرددها شعب الجنوب؟
(اتمنا انو "الكوماج" الحصل دا تزول وتجونا في زيارة بعد تهدأ الاحوال الامنية، ستلاحظ ذلك في مناسباتنا الخاصة والعامة، ويكفى أنك ستجد في سوق (كوجي كوجي والملكية)، الراحلان محمد وردي ومحمود عبد العزيز لا تقف اصواتهما عن تريد الأغاني، لأنهما باختصار سيطرا على قلوب ووجدان الشعب الجنوب سوداني لانهما كانا جزءا من هذا الوطن العزيز، ومازلنا نراهن على انهما يلعبان دورا كبيرا في التواصل الثقافي والوجداني بيننا .
*وماذا عن الفنون في الجنوب بعد الانفصال ؟
الفنون في جنوب السودان غير مفعلة لاننا في طور التأسيس والفنون في الجنوب لا تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة، خاصة وانهم ينظرون اليها بانها مكمل وليست حاجة مهمة كما توجد في الدول الأخرى. ولكن بعد ان يحدث التصالح والاستقرار أتوقع ان تجد الفنون الإنصاف وتعمل على إرسال دورها في نشر ثقافة المحبة والسلام.
*وأين يكمن دوركم كفنانين جنوبيين في أن تجد الفنون حقها كاملاً؟
نحن لن نتوقف ونستسلم وسنواصل نشر الغناء والتواصل مع الجميع ولن نتخلى عن ذلك ما دمنا نمشي على البسيطة ولن نتوقف إلا للموت، وسوف ننادي بحقوقنا حتى نحصل عليها كاملة.
*إلى أي مدى من الممكن أن تعيدوا جسر التواصل بين الكيانات الموازية في السودان الشمالي؟
بالتأكيد سنعمل لذلك ومشاركتي في هذا المهرجان جزء من الانطلاق، وسنعمل جسرا ثقافيا ثرا بين الشعبين، ونحن عندما حدث الانفصال تركنا مجموعات البالبمو تواصل هذا التواصل لانها تضم كل التراث السوداني، ونحن في جنوب السودان سنسعى لتفعيل هذا الجسر من خلال خلق شراكات ذكية مع الكيانات الموازية في السودان، لان الترابط الوجداني في المقام الأول لم ينقطع ابداً.
*وجود اتحاد فني مهم ليخلق وحدة ويدافع عن قضايا الفنانين وتفعيل دورهم في المجتمع، أين هذا الكيان في الجنوب ؟
في الفترة الماضية قبل اندلاع الحرب الكيان كان موجوداً ، لكنه غير مفعل، لكن في الآونة الاخيرة اصبح غير موجود وتلاشى بسبب الصراعات التي تشهدها البلاد، ولكن نأمل أن تعود الاجواء لطبيعتها وتزول التوترات التي تحدث لنأسس كيانا قويا ينادي بحقوق الفنانين والمبدعين بدولة الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى