اعمدة و أراءبالبسيط المبسط-علاء الدين موسي

البحث عن رخصة صيام

بالبسيط المبسط
علاء الدين موسى
  حتى وقت قريب كنت افتكر أن الإنسان يمكن أن يلجأ لفيتمين (واو) من أجل الحصول على وظيفة أو حتى استخراج رخصة قيادة او قطعة ارض، باعتبارها كلها أشياء متعلقة بأمور الدنيا الزائلة، وهذه الأشياء رغم (تفاهتها) إلا انها تدخل صاحبها في لعنة الله، ولكن على ما يبدو أن بعض الناس تجاوز امور الدنيا وباتوا يخرب أخرته بيده فهذا لعمري خزي وعار كبير، هذا علمت به يوم الخميس الماضي، عندما ذهبت مع الوالد متعه الله بالصحة والعافية، لإجراء بعض الفحوصات الدورية له، لمعرفة السكر والضغط، لكنني لاحظت ان هنالك اعدادا كثيرة من البشر منتشرين بالعيادات الممتدة على مد البصر بشارع الدكاترة بامدرمان، بتخصصاتها المختلفة، فاستغرب لوجود هذه الاعداد الكبيرة بصورة غير طبيعية فقلت في نفسى يا ربي الناس دي كلها عيانة ولا مرافقة مريض لديهم زي ما بعمل كل السودانيين يكون عندهم زول عيان يجو معاه أكثر من عشرة أشخاص، ولكن فضولي قادني لسؤال بعض المسجلين بتلك العيادات، فكانت اجابات بعضهم صادمة بالنسبة لي، خاصة عندما اخبروني بان هذه الايام تعد موسما بالنسبة للاطباء ، باعتبار أن عددا كبيرا من المواطنين يأتون إلى تلك العيادات بحثاً عن رخصة افطار رمضان، فاصبت بالدهشة والاستغراب حتى وضعت يديّ على رأسي متحسراً على الحالة التي وصل إليها بعض ضعاف النفوس وعديمي الصبر من ابناء وطني العزيز، وذكر لي هذا المسجل ان بعض المرضى يتردد على أكثر من طبيب حتى يجد ضالته عند بعضهم، فقلت في نفسي يا ربي ارتفاع درجات الحرارة التي تشهدها انحاء متفرقة من البلاد، وانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة من العاصمة المثلثة الخرطوم، بجرس الناس قدر كدا، حتى أن البعض يمني نفسه ان تصيبه حمى تمنعه من صيام رمضان هذا العام، في الوقت الذي فيه اصحاب الاعذار الحقيقيين يصرون على الصيام والقيام، رغم ان صحتهم لا تسمح لهم بذلك لكنهم يريدون الأجر والثواب حتى يلقوا الله وهم راضون ، حتى ان البعض منهم يتعرض لاغماءات في نهار رمضان، ولكن يبدو أن الاشخاص الذين يبحثون عن رخصة الافطار قد نسو حر نار جهنم، التي تلفح وجوه العصاة المذنبين، وباتوا يبحثون عن رخصة لا تسمن ولا تغني من جوع وعطش، ولا يدري هؤلاء ان الصوم لله كما اخبرنا الحبيب المصطفى في الحديث الشريف:( كل عمل ابن آدم له إلاّ الصوم فانه لي وانا اجزي به).
لذلك يمكن للشخص ان يستهبل على اشطر الاطباء ويعطيه رخصة ولكن رب العزة هو من يعطي رخصة مرور الصراط، هسي الموضوع بتاع الرخصة دا لو فيه رشوة وما مرتبط برب العزة كان ناس كتاااااااار تلقاهم صايمين بالرشوة اقصد بالنية بس اسوة بالناس شايلين رخص قيادة والواحد عمرو ما ساق ليه عربية حاجة تكسف والله .
ببساطة كدا: كل شخص يبحث عن رخصة لافطار رمضان يشيل شيلوا ويرجا الراجيهو بعدين كمان دا فيه انا قريب فلان وصاحب علان .
استغفر الله!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى